في خطوة جديدة تعكس عمق العلاقات الاقتصادية بين المملكة العربية السعودية وسوريا، أعلنت وزارة الاستثمار السعودية عن تنفيذ 8 اتفاقيات استثمارية مع سوريا خلال منتدى الاستثمار السعودي السوري الذي انعقد في الرياض. الاتفاقيات التي تم توقيعها بلغت قيمتها 6 مليارات ريال، وهي تفتح آفاقًا واسعة للتعاون بين البلدين في العديد من القطاعات الحيوية.
تفاصيل الاتفاقيات والفرص الاستثمارية

أوضح خالد الفالح، وزير الاستثمار السعودي، أن الاتفاقيات الموقعة مع سوريا تغطي مجالات استراتيجية متعددة، تشمل قطاعات العقار، البنية التحتية، الاتصالات، الطاقة، والصناعة. وأضاف الفالح أن السعودية تواصل دعمها للاقتصاد السوري من خلال توجيه استثمارات كبيرة في المشاريع التنموية، مؤكدًا أن الاتفاقيات الجديدة ستسهم في إعادة بناء الاقتصاد السوري وتعزيز التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص في كلا البلدين.
وأكد الوزير السعودي على أهمية تأسيس صندوق إيلاف الذي يختص بالاستثمار في سوريا، مشيرًا إلى أن الصندوق يعمل على تمويل مشاريع تنموية في مختلف القطاعات، خاصة في المجالات التي تحتاج إلى تطوير وتحديث. كما أشار إلى أنه يتم العمل على دراسات تفصيلية لقطاع الفوسفات السوري، الذي يعد من الموارد الطبيعية الهامة التي تحمل فرصًا استثمارية كبيرة للمستثمرين السعوديين.
الربط البري بين الرياض ودمشق
من جانب آخر، أعلن الفالح عن بدء تنفيذ مشروع الربط البري بين الرياض ودمشق، الذي يعد خطوة مهمة لتعزيز حركة التجارة والتنقل بين البلدين. هذا المشروع سيكون بمثابة جسر لزيادة التعاون التجاري وتسهيل حركة البضائع والأشخاص بين العاصمتين، ما يساهم في تحسين الروابط الاقتصادية بين البلدين في المرحلة القادمة.
منتدى الاستثمار السعودي السوري: نافذة للتعاون المشترك
المنتدى الذي انعقد في الرياض شهد حضورًا كبيرًا من رجال الأعمال والمستثمرين السعوديين والسوريين، حيث تم التوقيع على 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الجهات الحكومية والخاصة من كلا البلدين. تمحورت هذه الاتفاقيات حول تحسين بيئة الاستثمار في سوريا وجذب الاستثمارات الأجنبية، في خطوة تهدف إلى تحقيق تنمية مستدامة عبر الاستثمار في قطاعات حيوية.
استثمارات متنوعة ومجالات واعدة
تتوزع الاستثمارات المعلنة على العديد من القطاعات الحيوية مثل:
القطاع العقاري: مشاريع تطوير جديدة تهدف إلى تحسين البنية التحتية.
الاتصالات وتقنية المعلومات: تحسين الشبكات وتعزيز البنية الرقمية في سوريا.
الطاقة: استثمارات في مجال الطاقة المتجددة والتوسع في مشاريع الطاقة النظيفة.
الصناعة: تطوير الصناعات المحلية من خلال شراكات مع الشركات السعودية في المجالات الصناعية.
السياحة: الاستثمار في مشاريع سياحية تهدف إلى إعادة تنشيط قطاع السياحة في سوريا بعد سنوات من التحديات.
الثقة في الاقتصاد السوري
تجسد هذه الاتفاقيات ثقة المستثمرين السعوديين في الاقتصاد السوري وقدرته على النهوض مجددًا، بما يعكس آفاقًا واعدة للاقتصاد السوري في المستقبل. هذه الخطوة تدل على رغبة المملكة العربية السعودية في دعم إعادة إعمار سوريا وتطوير قطاعاتها الاقتصادية عبر استثمارات مباشرة تساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي في المنطقة.
يُعد منتدى الاستثمار السعودي السوري في الرياض خطوة بارزة نحو تعميق التعاون الاقتصادي بين المملكة وسوريا، ويؤكد على التزام السعودية بدعم إعادة إعمار سوريا من خلال الاستثمارات الضخمة التي تم الإعلان عنها. إن الربط البري بين الرياض ودمشق والاتفاقيات التي تم توقيعها تسهم في تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية بين البلدين، مما يفتح المجال لمزيد من التعاون في المستقبل.


















