في واقعة وُصفت بأنها “ضربة موجعة للتراث الإنساني”، تعرض متحف اللوفر في العاصمة الفرنسية باريس، صباح الأحد، لعملية سرقة جريئة استهدفت مجموعة من المجوهرات الملكية النادرة، وذلك في هجوم نفذه مجهولون خلال دقائق معدودة، مستغلين أعمال الصيانة الجارية في المتحف.
متحف اللوفر
ووفقًا لما أعلنته السلطات الفرنسية، اقتحم عدد من الأشخاص – يُعتقد أنهم ما بين 3 إلى 4 أفراد – قاعة “غاليري أبولّو” (Galerie d’Apollon)، المخصصة لعرض مجوهرات التاج الفرنسي، مستخدمين معدات احترافية ووسائل تسلق للوصول إلى إحدى النوافذ في الطابق العلوي.
استغرقت العملية أقل من 7 دقائق، بحسب التحقيقات الأولية، حيث تمكن الجناة من الاستيلاء على قطع أثرية نادرة، شملت تاجًا مرصعًا بالألماس والزمرد يعود إلى الإمبراطورة أوجيني، وقلادة ملكية ومجموعة من الأقراط والحُلي ذات القيمة التاريخية الرفيعة.
فرار منظم والتحقيقات مستمرة
بعد تنفيذ السرقة، فرّ الجناة باستخدام دراجات نارية صغيرة عبر شوارع جانبية، وهو ما رصدته كاميرات المراقبة المحيطة بالمتحف. ورغم سرعة استجابة الشرطة، لم يتم حتى الآن القبض على أي من المشتبه بهم، فيما تتواصل التحقيقات بمشاركة وحدة الجرائم الفنية والجنائية الفرنسية.
أشارت التقارير إلى أن أحد القطع – التاج الملكي – عُثر عليه بالقرب من بوابة المتحف، مكسورًا، ما يرجح احتمالية سقوطه أثناء الهروب.
وزير الثقافة: “اعتداء على الهوية الفرنسية”
وصف وزير الثقافة الفرنسي، في تصريح رسمي، الحادثة بأنها “اعتداء خطير على الذاكرة الوطنية والهوية الفرنسية”، مؤكدًا أن الحكومة ستسخر كل الإمكانات لاستعادة القطع المسروقة في أقرب وقت.
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أعرب عن “بالغ قلقه”، مؤكدًا أن الحادث “يستهدف التاريخ الفرنسي وليس مجرد ممتلكات”.
تساؤلات حول أمن المتحف الأشهر في العالم
الحادثة أثارت جدلًا واسعًا حول كفاءة الإجراءات الأمنية في واحد من أكثر المتاحف شهرة وزيارة في العالم، خاصة أن السرقة تمت في وضح النهار، بينما كان المتحف في حالة تشغيل جزئي بسبب أعمال التجديد.
خبراء أمنيون أشاروا إلى أن استخدام منصة رفع خارجية للوصول إلى نافذة الطابق العلوي يكشف عن “ثغرة خطيرة” في التنسيق بين إدارة المتحف وشركات الصيانة.
قيمة المسروقات: تراث لا يُقدّر بثمن
ورغم أن التقييمات المادية الأولية تُقدّر قيمة المسروقات بعدة ملايين من اليوروهات، إلا أن خبراء الآثار يؤكدون أن القيمة الحقيقية “رمزية وتاريخية”، حيث تعود بعض القطع إلى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، وتحمل توقيعات صُنّاع المجوهرات الملكيين في فرنسا.
إغلاق مؤقت وتعزيزات أمنية
أغلقت إدارة متحف اللوفر أبوابه مؤقتًا أمام الزوار لحين الانتهاء من التحقيقات، مع فرض إجراءات أمنية مشددة على كافة مداخل ومخارج المتحف، وتوسيع نطاق التعاون مع الشرطة الدولية (الإنتربول) لمنع تهريب أو بيع القطع في السوق السوداء.
تأتي هذه السرقة في وقت يشهد فيه العالم تزايدًا في جرائم سرقة الآثار والمقتنيات التاريخية، ما يطرح تساؤلات واسعة حول حماية التراث الثقافي العالمي.
