كشفت دراسة حديثة أجراها فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا – ديفيس عن اكتشاف مثير في مجال الأبحاث الطبية يتعلق بالخلايا الدلتا الموجودة في البنكرياس. فبعد عقود من التصور التقليدي بأن هذه الخلايا لا تشكل دورًا أساسيًا، تبين أن الخلايا الدلتا تُعد جزءًا محوريًا في نظام مكابح ذكي يمنع تدهور مستويات السكر في الدم، بفضل إفرازها لهرمون السوماتوستاتين.
مستويات السكر

إحدى المفاجآت الكبرى التي حملتها الدراسة هي اكتشاف شبكة اتصالات فائقة السرعة بين الخلايا الدلتا والخلايا بيتا في البنكرياس. وعندما يبدأ مستوى السكر في الدم بالانخفاض، يتم تنشيط هذه الشبكة التي تسمح بإشارات كهربائية تحذيرية دقيقة تنتقل بين الخلايا في أجزاء من الثانية، بما يشبه “آلية إنذار” للجسم.
آلية العمل
بروتينات “كونيكسين 36”: هذه البروتينات تلعب دورًا مهمًا في ربط الخلايا ببعضها البعض، ما يسمح بمرور إشارات كهربائية سريعة تحذيرية من الخلايا الدلتا إلى الخلايا بيتا.
استجابة سريعة: بعد تلقي الإشارة، تفرز خلايا بيتا “يوروكورتين-3″، وهو بروتين يحفز خلايا دلتا لإطلاق دفعة قوية من السوماتوستاتين خلال 30 ثانية فقط، ما يمنع انهيار مستويات السكر.
أمل جديد لمرضى السكر
واحدة من الأبعاد الثورية للدراسة هي إمكانية إصلاح النظام المعطّل في مرضى السكري. حيث يعتقد العلماء أن الخلل في الوصلات الفجوية أو في إشارات اليوروكورتين قد يكون السبب وراء عدم توقف انخفاض السكر لدى المرضى المصابين بداء السكري. وفي هذا السياق، قال د. مارك هوفر، قائد فريق البحث: “نهدف إلى تطوير أدوية تنشط هذه الشبكة الدفاعية الطبيعية دون التأثير على إفراز الأنسولين، مما يقلل الاعتماد على الحقن ويحسن حياة المرضى.”
تحذير علمي
على الرغم من التفاؤل الكبير بالنتائج التي تم التوصل إليها، والتي أُجريت على الفئران، يُحذر العلماء من أن “التوازن الهرموني” في هذه الشبكة قد يكون حساسًا للغاية. قد يؤدي أي خلل في تحفيز الخلايا الدلتا إلى تفاقم الحالة بدلاً من معالجتها. ومن المتوقع أن تبدأ التجارب السريرية على البشر في غضون 3 سنوات.
في ظل هذه الاكتشافات المثيرة، قد تصبح الخلايا الدلتا حلاً ثوريًا في علاج مرض السكري، ما يوفر أملًا جديدًا للملايين من المرضى في جميع أنحاء العالم الذين يعانون من اضطرابات في مستويات السكر في الدم.

