على الرغم من أن السفر الجوي يُعد من أكثر وسائل النقل أمانًا وسرعة، إلا أن الطيران يحمل معه مجموعة من التأثيرات الصحية التي قد لا ينتبه إليها الكثيرون، خاصة خلال الرحلات الطويلة أو على ارتفاعات شاهقة. وفيما يلي نظرة على أبرز المخاطر المرتبطة بالسفر الجوي وكيفية التعامل معها.
تأثير الضغط الجوي على القلب والتنفس
داخل الطائرات التجارية، يُضبط ضغط المقصورة ليحاكي الارتفاع بين 6 آلاف و8 آلاف قدم فوق سطح البحر. هذا الانخفاض النسبي في الضغط الجوي يؤدي إلى نقص بسيط في كمية الأكسجين التي يتنفسها الركاب، ما يسبب انخفاضًا في مستوى تشبع الدم.
وعلى الرغم من أن هذا التغير لا يؤثر عادة على الأصحاء، إلا أنه قد يمثل خطراً على المصابين بأمراض القلب أو الرئة، لذا يُنصح هؤلاء باستشارة الطبيب قبل السفر لتقييم حالتهم.
الجلطات الوريدية: خطر الجلوس الطويل
من أبرز المشكلات الصحية المرتبطة بالطيران الطويل تكوّن الجلطات الدموية نتيجة الجلوس لفترات طويلة من دون حركة. وتشير دراسات إلى أن خطر الإصابة بالجلطات يزداد بنسبة 26% لكل ساعتين إضافيتين يقضيها المسافر جالسًا دون تحريك ساقيه.
ولتفادي ذلك، يُنصح بالنهوض بين الحين والآخر، أو تحريك الساقين بشكل دوري أثناء الجلوس.
الإشعاع الكوني: خطر لا يُرى
كلما ارتفعنا في السماء، قلّت طبقات الحماية التي يوفرها الغلاف الجوي من الإشعاع الكوني القادم من الفضاء.
وعلى ارتفاعات الطيران، تزداد جرعات هذا الإشعاع خصوصًا عند المرور عبر المسارات القطبية، حيث تكون الحماية المغناطيسية للأرض أضعف.
وعلى الرغم من أن التعرض في الرحلات العادية لا يمثل خطراً فوريًا، إلا أن الخبراء ينصحون الطيارين وطاقم الطائرات بتقليل عدد الرحلات في تلك المسارات قدر الإمكان لتفادي التراكم الإشعاعي على المدى الطويل.
جودة الهواء داخل المقصورة
يُستخدم داخل الطائرات نظام تهوية يعتمد على هواء مأخوذ من محركات الطائرة لتشغيل الأنظمة الداخلية، وهو ما أثار جدلاً بين الباحثين حول جودة الهواء المستنشق على متن الطائرة.
وتشير تقارير الهيئة العالمية لجودة هواء المقصورة إلى أن مستويات المواد الكيميائية، مثل الفوسفات العضوي، عادةً ما تكون منخفضة جدًا، إلا أن حوادث “الدخان” النادرة قد تؤدي أحيانًا إلى تسرب كميات أعلى من المعدل الطبيعي نتيجة خلل فني، وهو ما يحدث بحسب التقديرات في رحلة من بين كل 66 إلى 2000 رحلة.
التأثيرات على الأذن والجيوب الأنفية
تغير ضغط المقصورة أثناء الإقلاع أو الهبوط قد يؤدي إلى رضح ضغطي في الأذن الوسطى، وهو شعور بانسداد أو ألم حاد.
وقد أظهرت دراسة فنلندية أن 85% من طواقم الطيران تعرضوا لهذه الحالة مرة واحدة على الأقل، فيما اضطر 5% منهم إلى تدخل جراحي لعلاجها.
وتوصي الجمعية البريطانية لأمراض الصدر بالامتناع عن السفر الجوي حتى تختفي الأعراض تمامًا، وهو ما قد يستغرق من أسبوع إلى ستة أسابيع، كما يمكن لمزيلات الاحتقان الأنفية أو الفموية أن تساعد في التخفيف من الأعراض.