في إنجاز علمي بارز يعزز مكانة المملكة على خارطة الاكتشافات الأثرية العالمية، أعلنت هيئة التراث السعودية بالتعاون مع نيوم وجامعة كانازاوا اليابانية عن اكتشاف أقدم مستوطنة معمارية من العصر الحجري الحديث (ما قبل الفخار) في موقع “مصيون” شمال غرب منطقة تبوك، ويعود تاريخها إلى نحو 10,300 – 11,000 سنة. وقد نُشرت نتائج هذا الاكتشاف في مجلة (Asian Journal of Paleopathology) المتخصصة.
أثر الاستيطان الأول في الجزيرة العربية
يكشف هذا الموقع الأثري عن بدايات استقرار الإنسان في شمال غرب المملكة، حيث تشير البقايا المعمارية إلى وجود مجتمع منظم عاش في المنطقة خلال مرحلة مبكرة جدًا من العصر الحجري الحديث. ويمثل ذلك نقطة تحول من حياة الصيد والترحال إلى نمط أكثر استقرارًا قائم على بناء المستوطنات وتشكيل تجمعات بشرية صغيرة.
أهمية الاكتشاف الأثري
يُعد هذا الكشف أحد أهم الاكتشافات الأثرية في الجزيرة العربية، كونه يقدم دلائل ملموسة على:
أسبقية الاستقرار البشري في شمال غرب المملكة قبل أكثر من عشرة آلاف عام.
قيمة تاريخية ومعمارية تعكس التطور المبكر للحضارة الإنسانية في الجزيرة العربية
وجود اتصال ثقافي بين شمال غرب المملكة ومنطقة الهلال الخصيب خلال بدايات العصر الحجري الحديث، ما يشير إلى تبادل للمعرفة وأساليب المعيشة.
تعزيز مكانة المملكة في الدراسات الأثرية
هذا الاكتشاف لا يضيء فقط على تاريخ الجزيرة العربية القديم، بل يعزز أيضًا حضور المملكة على المستوى الدولي كأحد المراكز الرئيسة لدراسة الحضارات الإنسانية. كما يعكس جهود هيئة التراث في حماية المواقع الأثرية وتوثيقها بالشراكة مع مؤسسات وجامعات عالمية، بما يتماشى مع رؤية السعودية 2030 التي تولي أهمية خاصة لصون التراث الوطني وإبرازه عالميًا.
نحو فهم أعمق للتاريخ الإنساني
يمثل موقع “مصيون” شاهدًا فريدًا على بدايات العمران في الجزيرة العربية، ويقدم للباحثين والعلماء مادة غنية لدراسة أنماط الاستيطان الأولى وتطورها عبر الزمن. ومن المتوقع أن يفتح هذا الاكتشاف آفاقًا جديدة لمزيد من الدراسات الميدانية التي تكشف عن تفاصيل أخرى من تاريخ الإنسان المبكر في المملكة.