تواصل المرأة السعودية أداء دور محوري في مسيرة النهضة الشاملة التي تشهدها المملكة، لتكون شريكة فاعلة في بناء وطن يزدهر ويخطو بثبات نحو مستقبل أكثر إشراقًا، ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
المرأة السعودية
وتعيش المرأة السعودية اليوم مرحلة استثنائية في تاريخها، بوصفها شريكة فاعلة في التنمية الوطنية، ضمن رؤية طموحة تتبناها المملكة العربية السعودية، ممثلة في رؤية 2030، التي وضعت تمكين المرأة في قلب التحول الوطني.
ومن خلال إصلاحات تشريعية، ومبادرات استراتيجية، واستثمارات في التعليم والتدريب، باتت المرأة السعودية حاضرة بقوة في جميع مفاصل الدولة، من مقاعد اتخاذ القرار إلى مراكز القيادة في القطاعين العام والخاص.
التعليم والمعرفة.. الأساس الذي بُني عليه الإنجاز

شكّل التعليم القاعدة الأولى لتمكين المرأة السعودية. فاليوم، تتفوق الإناث في معدلات الالتحاق بالجامعات بنسبة تتجاوز الذكور، حيث تصل نسبة الطالبات في التعليم العالي إلى أكثر من 60%، بحسب تقارير وزارة التعليم.
وقد انعكس هذا على التميّز البحثي، إذ تصدّرت العديد من الباحثات السعوديات قوائم النشر العلمي في مجالات مثل الطب، والهندسة الحيوية، وعلوم البيئة، والذكاء الاصطناعي. وأسهمت الأكاديميات في رفع تصنيف الجامعات السعودية عالميًا، من خلال أبحاث نوعية واستشارات علمية.
الاقتصاد وريادة الأعمال.. قيادة نسائية مؤثرة

في القطاع الاقتصادي، شهدت المملكة قفزة كبيرة في مشاركة المرأة، بفضل التعديلات التشريعية التي أزالت العديد من القيود التي كانت تعيق وصولها إلى سوق العمل. فقد ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة من 17% في عام 2016 إلى ما يزيد عن 37% بحلول 2024.
وتقود المرأة السعودية اليوم شركات كبرى، ومشاريع ريادية، واستثمارات نوعية، خصوصًا في قطاعات التقنية، والأزياء، والتجزئة، والصناعات الإبداعية. كما أن الجهات التمويلية وصناديق دعم المشاريع باتت توفّر برامج مخصصة لدعم رائدات الأعمال.
المرأة في التقنية والذكاء الاصطناعي

برزت المرأة السعودية في مجالات البرمجة، وتحليل البيانات، والتقنيات الناشئة. وفي الجامعات ومراكز الابتكار، تشغل الفتيات السعوديات مراكز بحثية مرموقة، وتساهمن في تطوير حلول تقنية ضمن مسارات التحول الرقمي الوطني.
وتعمل اليوم العديد من المهندسات السعوديات في شركات كبرى مثل أرامكو، ونيوم، وسابك، ومراكز التقنية المتقدمة، في وظائف لم تكن متاحة للمرأة قبل سنوات قليلة فقط.
الأمن والدفاع.. حضور استثنائي

في تطور لافت، دخلت المرأة السعودية المجال العسكري والأمني، حيث تم تجنيدها في الجيش، والحرس الملكي، وقطاع الجوازات، والدفاع المدني، وأجهزة الأمن، بعد حصولها على تدريب وتأهيل مهني مكثف.
وقد شاركت في مهام ميدانية، وإدارية، وتحقيقية، وتقنية، وأسهمت في تعزيز الأمن الوطني، ورفعت من مستوى تمثيل النساء في القطاعات الحيوية للحكومة.
الطيران والنقل.. من السماء إلى مراكز التحكم

أصبحت المرأة السعودية طيارة، ومهندسة طيران، ومراقبة جوية، ومحللة في مراكز القيادة والسيطرة. وتم تسجيل أول رحلة بطاقم نسائي سعودي كامل في عام 2022، وهو ما اعتُبر لحظة مفصلية في مسيرة تمكين المرأة في قطاع الطيران.
وتشارك السعوديات أيضًا في صيانة الطائرات، وتشغيل المطارات، وهندسة النقل الذكي، ما يعكس جاهزية المرأة للمساهمة في بنية المملكة التحتية المستقبلية.
التمكين القانوني والتشريعي

شهدت السنوات الأخيرة تحولات قانونية جذرية في ما يتعلق بحقوق المرأة، شملت حرية التنقل دون اشتراط موافقة ولي الأمر، والتمثيل القانوني الكامل في المحاكم،و السماح للنساء بإدارة الأعمال التجارية دون وصاية، وحق السفر، واستخراج جوازات السفر، والقيادة، والمشاركة السياسية والمدنية في الانتخابات البلدية والمجالس الاستشارية.
وقد عززت هذه التشريعات من قدرة المرأة على الاندماج الكامل في المجتمع والحياة الاقتصادية.
الصحة والطب.. خط الدفاع الأول

تقدّم المرأة السعودية خدماتها في الخطوط الأمامية لقطاع الصحة، حيث تشكل الكوادر النسائية نسبة كبيرة من الأطباء، والممرضات، والصيادلة، والمختبرات، والأبحاث الطبية، والصحة العامة،و قيادات في القطاع الصحي الحكومي والخاص.
وأثبتت المرأة السعودية كفاءتها في مواجهة الأزمات الصحية، لا سيما خلال جائحة كورونا، حيث كانت في صدارة الجهود الوطنية.
الإعلام والثقافة والفنون

تساهم المرأة السعودية اليوم في بناء وعي المجتمع وتنوّعه الثقافي من خلال أدوارها كصحفية ومحررة ومقدمة برامج، وكاتبة وروائية وشاعرة، وفنانة تشكيلية ومخرجة وممثلة.
كما تشارك المرأة في صناعة السينما السعودية الناشئة، وتحقق حضورًا لافتًا في المهرجانات المحلية والدولية.
المرأة في السياسة والدبلوماسية

تم تعيين نساء في مناصب دبلوماسية وسفارات، وبرزت مشاركتهن في المجالس البلدية، ومجلس الشورى، ولجان رسم السياسات العامة، في خطوة تهدف إلى توسيع قاعدة التمثيل وصنع القرار.