- قد يظن البعض أن العنف يقتصر على الضرب والإيذاء الجسدي، لكن الواقع أن الكلمات الجارحة قد تترك أثرًا أعمق وأطول عمرًا. فالعنف اللفظي لا يترك كدمات على الجسد، لكنه يخلّف ندوبًا خفية في النفس، قد تستمر مع الإنسان سنوات طويلة وتؤثر على صحته النفسية وسلوكه.
دراسة تكشف حجم تأثير العنف على الصحة النفسية
أشارت دراسة حديثة نشرتها مجلة BMJ Open إلى أن الألفاظ المسيئة لها تأثير نفسي مماثل، وربما أشد من العنف الجسدي. ووجد الباحثون أن الأشخاص الذين تعرضوا للعنف الجسدي في طفولتهم كانوا أكثر عرضة بنسبة 50% للإصابة بمشاكل نفسية عند البلوغ، بينما ارتفعت النسبة إلى 60% لدى من عانوا من العنف اللفظي.
ما هو العنف اللفظي؟
العنف اللفظي هو استخدام الكلمات بقصد الإهانة أو التحقير أو التهديد. ويشمل:
-الصراخ المستمر.
-الشتائم والإهانات.
-السخرية من الصفات الشخصية.
-التهديد أو التقليل من قيمة الآخر.
توضح الدكتورة شانتا ديوب، أستاذة علم الأوبئة بجامعة “وينغيت” الأمريكية، أن العنف اللفظي أصبح يشكّل عبئًا متزايدًا على الصحة النفسية عالميًا، وأنه قد يقوّض المكاسب التي تحققها المجتمعات في تقليل العنف الجسدي.
الآثار النفسية طويلة الأمد
بحسب الخبراء، فإن التعرض للعنف اللفظي في الطفولة يمكن أن يؤدي إلى:
-القلق والاكتئاب المستمر.
-ضعف الثقة بالنفس.
-صعوبات في تكوين العلاقات الاجتماعية.
-سلوكيات عدوانية أو انسحابية.
-ارتفاع خطر الإصابة باضطرابات نفسية في مراحل لاحقة من العمر.
ويؤكد الدكتور مارك بيلس من جامعة “ليفربول جون مورز” أن هذه الندوب النفسية قد ترافق الإنسان مدى الحياة إذا لم يتلق الدعم المناسب.
كيف نواجه العنف اللفظي؟
-التوعية الأسرية: نشر ثقافة الحوار الصحي بدل الصراخ والإهانة.
-التدخل المبكر: تقديم الدعم النفسي للأطفال ضحايا العنف اللفظي قبل تفاقم الأثر.
-برامج الدعم المدرسي: تدريب المعلمين على رصد السلوكيات المسيئة والتعامل معها.
-طلب المساعدة المتخصصة: عبر العلاج النفسي أو الاستشارات الأسرية.