تواصل المملكة العربية السعودية تنفيذ رؤية 2030 التي وضعتها كخارطة طريق للمستقبل، والتي تهدف إلى تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة، وتعزيز مكانتها الثقافية على الساحة العالمية.
وفي هذا السياق، تعد العلا والدرعية من أبرز المعالم التاريخية التي تمثل حلقة وصل بين التراث السعودي والتطوير الحديث، ما يجعلها جزءًا أساسيًا من جهود المملكة لتحقيق هذه الرؤية.
العلا: وجهة ثقافية عالمية ضمن رؤية 2030
تمثل العلا مثالًا حيًا على تجسيد التراث الوطني بالتوازي مع التطوير المستدام، إذ تعد هذه المدينة التاريخية إحدى أبرز محطات رؤية السعودية 2030 في مجال السياحة الثقافية. فالعلا، التي تحتضن مدائن صالح الشهيرة والمواقع الأثرية النبطية، تشهد حاليًا مشروعًا ضخمًا لإعادة تأهيل المنطقة وتحويلها إلى وجهة سياحية عالمية.
ويُعتبر مشروع العلا الثقافي جزءًا من رؤية 2030 التي تركز على تحقيق التنوع الاقتصادي من خلال استثمار التراث في تعزيز قطاع السياحة. فقد تم تطوير المنطقة لتشمل مرافق سياحية حديثة مثل المتاحف والمراكز الثقافية، بالإضافة إلى تنظيم الفعاليات الدولية التي تبرز ثقافة المملكة وتاريخها، مما يجعلها مركزًا عالميًا للفنون والتراث.
ومن أبرز معالم المشروع مدينة العلا التي تضم العديد من المواقع السياحية المهمة مثل قصر الفريد ومدائن صالح، حيث يسعى المشروع إلى دمج التقنيات الحديثة في عرض التراث، مع الحفاظ على الهوية الثقافية والتاريخية للموقع.
مهد الدولة السعودية الأولى في إطار الرؤية الحديثة
أما الدرعية، فهي واحدة من أقدم وأهم المواقع التاريخية في المملكة، حيث تعد مهد الدولة السعودية وأحد معالمها التاريخية البارزة. ووفقًا لرؤية 2030، فإن مشروع تطوير الدرعية يعد أحد المشاريع التي تسعى إلى تحقيق أهداف الرؤية في تنمية القطاع السياحي وتعزيز الهوية الثقافية.
يهدف المشروع إلى إعادة إحياء حي الطريف، وهو الجزء التاريخي الأهم في الدرعية، وتحويله إلى مركز ثقافي وموقع جذب سياحي عالمي. وقد شهدت المنطقة أعمالًا ضخمة في إعادة الترميم وتطوير البنية التحتية، بما يتماشى مع التوجهات العالمية في مجال السياحة الثقافية.
وبذلك، تسهم الدرعية في تحقيق رؤية 2030 من خلال تعزيز السياحة الثقافية، وتنمية الاقتصاد الوطني، وإيجاد فرص عمل جديدة، إضافة إلى ترسيخ مكانة المملكة كوجهة ثقافية رائدة على مستوى العالم.
المعالم التاريخية كحجر زاوية لرؤية 2030
إن العلا والدرعية لا تعدان فقط معالم تاريخية، بل هما جزء أساسي من استراتيجية المملكة الاقتصادية والثقافية التي ترمي إلى تحقيق التنمية المستدامة وتنويع الاقتصاد السعودي بعيدًا عن الاعتماد على النفط. ومن خلال تحويل هذه المعالم إلى وجهات سياحية عالمية، تعزز المملكة من مكانتها الثقافية، وتدعم التنمية الاقتصادية من خلال زيادة الإيرادات السياحية، وفتح فرص عمل جديدة للشباب السعودي.
كما أن رؤية 2030 تشدد على ضرورة الاستفادة من التراث الثقافي لتقديم سياحة مبتكرة تلبي تطلعات الأجيال المقبلة، وتساهم في إعادة صياغة هوية المملكة في عصر جديد من الحداثة والتكنولوجيا.
إن العلا والدرعية تمثلان رمزًا حيًا للقدرة السعودية على دمج الماضي بالمستقبل، حيث تتحقق رؤية 2030 عبر تعزيز القطاع السياحي الثقافي وتطوير المواقع التاريخية لتصبح مراكز جذب سياحي عالمي. وبذلك، تؤكد المملكة على التزامها العميق بالحفاظ على تراثها الثقافي بينما تواصل تقدمها نحو مستقبل مشرق.
اقرأ المزيد..
صندوق الاستثمارات العامة.. ذراع السعودية العالمية لتحقيق رؤية 2030
التعليم في قلب رؤية 2030.. تحوّلاً شاملاً في تحديث المناهج وتعزيز المهارات
من العراقة إلى الحداثة.. العلا والدرعية معالم تاريخية في قلب رؤية 2030