في عالم السفر الجوي، لم يعد الركاب يبحثون فقط عن الراحة والمقاعد الواسعة، بل بات الاتصال بالإنترنت واحدًا من أهم أولوياتهم. وهنا تبرز الخطوط الجوية القطرية بخطوة سبّاقة، بعد أن أنهت تجهيز 54 طائرة من طراز بوينغ 777 بخدمة الإنترنت الفضائي “ستارلينك”، لتمنح المسافرين تجربة رقمية فريدة أثناء التحليق.
إنجاز تقني بسرعة قياسية
اللافت في هذا المشروع أنه أُنجز في 9 أشهر فقط، أي بسرعة تفوق الخطة الأصلية بنسبة تقارب 50%، وهو ما يعكس حجم الاستثمار والحرص على تقديم خدمة نوعية. ومع اكتمال هذه المرحلة، بدأت القطرية بالفعل أعمال التركيب لطائرات إيرباص A350، مع خطط للتوسع قريبًا إلى بوينغ 787.
إنترنت أسرع من المنزل.. وبالمجان
الميزة الأبرز التي تقدمها الخدمة أنها تمنح الركاب شبكة WiFi مجانية وسريعة للغاية، تصل سرعتها إلى مستوى يفوق أحيانًا سرعة الإنترنت المنزلي. وهذا يعني أن المسافر لن يضطر بعد الآن لتأجيل أعماله أو تواصله مع عائلته، بل يمكنه الاستمتاع باتصال سلس طوال الرحلة.
السعودية ودورها في تسريع التجربة الرقمية
هذه الخطوات لا تأتي بمعزل عن التطورات الإقليمية، حيث شهدت المملكة العربية السعودية جهودًا بارزة في إدخال تقنيات الاتصال الفضائي المتطور. فقد كانت من أوائل الدول التي دعمت خدمات الأقمار الصناعية لتعزيز الربط الجوي والبحري، مما ساعد على تسريع التجارب وتسهيل تبني مثل هذه التقنيات في المنطقة. هذا التوجه يعكس رؤية أوسع نحو جعل سماء الشرق الأوسط أكثر انفتاحًا ورقمنة.
الخطوط السعودية تسارع الزمن
تجري الخطوط الجوية السعودية محادثات متقدمة مع شركة سبيس إكس لاعتماد خدمة الإنترنت الفضائي عالي السرعة “ستارلينك” على متن أسطولها الذي يضم أكثر من 140 طائرة. ورغم أن الصفقة لم تُحسم بعد، إلا أن هذه الخطوة تمثل نقلة نوعية محتملة في تجربة السفر الجوي بالمملكة.
منافسة عالمية على سوق الإنترنت الجوي
وبحسب ما أوردته وكالة بلومبرغ، فإن “السعودية” ما زالت تملك خيار التوجه إلى مزودين آخرين إذا لم تكتمل المفاوضات. وفي المقابل، وقعت شركة طيران الرياض مؤخرًا اتفاقية مع مزود الخدمة “فياسات”، ما يعزز المنافسة بين الشركات العالمية لتقديم أسرع وأحدث حلول الاتصال الجوي.