تشهد المنازل في المملكة العربية السعودية تغييراً جذرياً في مفاهيم تصميمها الداخلي. ولم يعد أصحابها يكتفون بمساحات عملية تؤدي الغرض؛ بل أصبحوا يبحثون عن تصميم عملي يحمل هدفاً وغاية، ويرتكز على الجودة والمتانة والاستدامة، ويعكس تفرد شخصيتهم. ويتجسد هذا التحول إلى حد بعيد في الأركان الصغيرة والأكثر خصوصية في المنزل؛ أي في المطابخ والحمامات. وبعد أن كانت ذات يوم مساحات ثانوية، أصبحت اليوم محوراً للتجديد ومؤشراً على مستوى رقي نمط الحياة.
يتعزز هذا المسار من خلال رؤية المملكة 2030، بالتركيز على جودة الحياة، والاستدامة، والتطوير العمراني. لم يعد المستهلكون يبحثون عن منازل أكبر مساحةً فحسب، بل يتطلعون إلى تفاصيل أعمق تمنحهم الراحة، وتعزز صحتهم، وتزيد من كفاءة استخدام المساحات. وهنا يبرز دور المصممين لمجاراة هذه التطلعات وتقديم حلول مبتكرة تليق بتطلعات عملائهم.
نمط حياة متكامل، يتجاوز حدود التصميم
أصبح المستهلك السعودي اليوم أكثر وعياً بمفاهيم التصميم وأشد تركيزاً على جودة الحياة من أي وقت مضى. وكان ارتفاع الدخل، والانفتاح على اتجاهات التصميم العالمية، وازدهار قطاع التطوير العقاري السكني، عوامل فرضت على التصميم الداخلي تجاوز حدود الجمال البصري، إذ عليه أن يقدم بيئة مريحة تواكب إيقاع الحياة العائلية المزدحمة بالأنشطة، وأن يضيف لمسة متجددة على مساحات المعيشة والضيافة وحتى الاستحمام، وأن يوفر مساحات هادئة تمنح صفاءً ذهنياً في ظل وتيرة الحياة المتسارعة.
لم تعد المطابخ والحمامات مجرد مساحات خدمية عملية، بل أصبحت مؤشرات لأسلوب الحياة. ويتزايد حالياً عدد أصحاب المنازل الذين يبحثون عن مطابخ مفتوحة على غرف المعيشة، وحمامات تجسد الطابع التصميمي نفسه الذي تجده في المنتجعات الصحية، مع أنظمة تحكم بدون لمس، وتشطيبات فندقية، وذلك مع استثمارهم في الفلل والشقق والمشاريع السكنية الجديدة المخصصة للتأجير في مدن الرياض وجدة والدمام.
تصميم ذكي لحياة مستدامة
الماء أساسي في مختلف أنحاء المملكة، ومع التوسع في تنفيذ المبادرات الحكومية وارتفاع وعي المستهلكين، تحولت حلول ترشيد المياه من منتجات محدودة الانتشار إلى ضرورة من ضروريات الحياة اليومية. وفي المقابل، لا يرغب أصحاب المنازل في التنازل عن عناصر الفخامة أو الراحة.
من هذا المنطلق، تواصل جروهي الارتقاء بإدارة المياه الذكية إلى مستوى جديد، فهي العلامة التجارية الرائدة عالمياً في ابتكار حلول الحمامات ومستلزمات المطابخ المستندة إلى أحدث ما توصلت إليه الهندسة الألمانية. وتحول تقنياتها ومنتجاتها الحديثة الاستخدام اليومي للمياه إلى تجربة مبهجة وفعالة وواعية بيئياً في الآن نفسه. إنها ليست مجرد إضافات، بل مكونات أساسية لنمط حياة مسؤول يجمع بين الرفاهية والحفاظ على الموارد.
في هذا السياق، حاورت “تفاعل السعودية” فوزي درنيقة، المدير التنفيذي لمنطقة الشرق الأوسط وافريقيا والهند IMEA في ليكسل LIXIL الذي قال: “أصبح المستهلك السعودي أكثر وعياً ودقة في اتخاذ قراراته من أي وقت مضى، خصوصاً عندما تتعلق هذه القرارات بالاستدامة. ونحن في جروهي ننظر إلى الماء نظرة تتجاوز كونه مورداً أو خدمة، بل كمسؤولية مشتركة. ولهذا، نلتزم بتقديم ابتكارات تلبي تطلعات نمط الحياة الفاخر، وتساهم في الوقت نفسه في دعم طموحات المملكة البيئية طويلة المدى”.
يمكن للمستهلك السعودي أن يستمتع بتجربة فاخرة دون هدر للمياه، لأن الاستدامة في صميم فلسفة التصميم لدى جروهي. وتعد تقنية “إيكو جوي” (EcoJoy) من أبرز ابتكارات العلامة التجارية، إذ تقلل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 50% مع الحفاظ على تدفق مثالي، وهو ما يكتسب أهمية خاصة لدى العائلات التي تحرص على ترشيد المياه دون التنازل عن مستوى الراحة.
دقة الصناعة والذوق المتفرد
مع تزايد خبرات ومهارات المصممين في المملكة، تتزايد رغبتهم في تقديم تصاميم داخلية تعكس تفرد المستخدم وشخصيته. واليوم، تقدم مجموعة منتجات جروهي خيارات متنوعة من التشطيبات والأشكال والتقنيات المدمجة التي تنسجم بسلاسة مع المساحات العصرية.
أصبحت خلاطات المياه البسيطة، أو أحواض الاستحمام ذات اللون الأسود غير اللامع، أو الخزانات المخفية فائقة النحافة، عناصر عملية وخيارات جمالية تمنح المساحة تماسكاً بصرياً وانسيابية في الخطوط، مقارنة بالقطع الضخمة التي كانت تهمّش المشهد.
كما تواكب هذه الاختيارات الذوق السعودي؛ إذ لطالما فضلت المنازل في المملكة خطوط التصميم الواضحة، والأحجام المدروسة، وتداخل المواد بأسلوب راقٍ لا بهرجة فيه. لهذا السبب، تجد مجموعة منتجات جروهي المبتكرة، نتاج استوديوهات التصميم الأوروبية، مكانها الطبيعي في المنازل السعودية العصرية، حيث التوازن بين البساطة البصرية، وسهولة الاستخدام، والفخامة الواثقة.
مواكبة متطلبات سوق تتطور
يشهد قطاع الإسكان السعودي توسعاً وتطوراً غير مسبوق، مدفوعاً بتركيز الحكومة على زيادة نسب تملك المواطنين لمنازلهم، وتنفيذ المشاريع العملاقة مثل نيوم والدرعية، وظهور المدن الذكية التي ترسخ بيئة الابتكار الموجه نحو المستقبل. ومع ارتفاع إقبال العائلات الجديدة على شراء المنازل، وازدهار قطاعي الضيافة والسياحة، ارتفع الطلب بشكل لافت على المنتجات الصحية الذكية.
يتمثل التحدي الذي يواجه الشركات المصنّعة في قدرتها على تلبية احتياجات شريحة واسعة من السوق؛ من العملاء الباحثين عن ترقية أنماط حياتهم بمستوى رفاهية أعلى، إلى المطورين العقاريين الذين يحتاجون تجهيزات متينة وسهلة الصيانة للمشاريع السكنية الكبرى أو المشاريع الضخمة. وهنا تبرز قدرات منتجات جروهي، التي تستطيع العمل بكفاءة عبر هذا الطيف الواسع من المتطلبات، لتقدم حلولاً تناسب حمامات العائلات كما تليق بأجنحة المنتجعات الفاخرة على حد سواء.
فلسفة تصميم تتجاوز حدود الكفاءة الوظيفية
إنها ليست مسألة بيع منتجات، بل هي فهم نمط الحياة الذي يختاره المستهلكين والسعي إلى مواكبته. فالتصميم العصري هو الذي يحقق التوازن بين الوظيفة والإحساس. وفي المملكة العربية السعودية، حيث تلتقي عراقة التقاليد بحداثة الابتكار، ينبغي لحلول المطابخ والحمامات أن تجمع بين طول العمر الافتراضي والموثوقية وتلبية تطلعات العصر في التصميم، والصحة، والاستدامة.
تعكس فلسفة جروهي هذا التلاقي، إذ تنظر إلى المطبخ والحمام كجزء من نمط حياة متكامل، لا بوصفهما مساحتين معزولتين. ومن هنا، تساعد الجيل الجديد من ملاك المنازل في المملكة على ابتكار مساحات فريدة، وعملية، وملهمة.
مستقبل المنازل السعودية هو مستقبل الحياة. ومع تزايد العائلات التي تختار منازل تعكس شخصيتها وقيمها ونمط حياتها، تتزايد أهمية التفاصيل. وسواء تجسدت هذه التفاصيل الصغيرة في حياتهم عبر صنابير صامتة تقلل من استهلاك المياه، أو حلول متطورة تزيد من خصوصية روتين الحياة اليومي، فإن التصميم الواعي هو من يصنع ملامح بيوت المستقبل.
تدرك جروهي تفاصيل هذا التحول إدراكاً عميقاً، فلا تكتفي بتلبية الطلب، بل تسهم في تحديد خصائصه. وتمنح تصميم المنتجات معنىً حقيقياً في اللحظات التي تهم عملائها حقاً، بالابتكار، والحرفية، وفهم الطريقة الأفضل نحو نمط حياة عصري.