قبل سنوات قليلة، كانت صالات العرض والأسواق المفتوحة هي الوجهة الوحيدة للباحثين عن سيارات جديدة أو مستعملة، اليوم تغيّر هذا المشهد بشكل لافت، حيث أصبحت تطبيقات السيارات والمنصات الرقمية الخيار الأول للغالبية، لما توفره من سرعة في الوصول إلى العروض، وسهولة في المقارنة، وتوفير الوقت والجهد، هذا التحول يعكس وعيًا رقميًا متقدمًا، يتماشى مع توجه المملكة نحو الاقتصاد الرقمي ضمن رؤية 2030.
طفرة رقمية
تشهد المملكة العربية السعودية طفرة رقمية متسارعة في مختلف القطاعات، ومن أبرزها قطاع السيارات، حيث ظهرت تطبيقات متخصصة في بيع وشراء المركبات، وتقديم خدمات الفحص والتقييم والتقسيط، ما أثار تساؤلات متزايدة حول دور هذه التطبيقات: هل هي مجرد موجة تقنية مؤقتة؟ أم أنها باتت ضرورة أساسية في السوق لا يمكن الاستغناء عنها؟
تحول سلوك المستهلك السعودي
توفر التطبيقات تجربة شاملة تغني المستخدم عن كثير من الخطوات التقليدية، بدءًا من تصفح السيارات بحسب النوع والسعر والموديل، ووصولًا إلى خدمات التمويل والتأمين والتوصيل، وكل ذلك يتم بضغطة زر. كما أن هذه التطبيقات تسهم في زيادة التنافسية، وتوسيع السوق بين البائع والمشتري في مختلف مناطق المملكة، البعض يراها اليوم بمثابة “المعرض الرقمي المفتوح” الذي يعمل على مدار الساعة.
تحديات الثقة والمصداقية
رغم انتشار التطبيقات، لا تزال هناك فجوة في ثقة بعض المستخدمين، خاصة عند التعامل مع سيارات مستعملة أو عروض غير واضحة التفاصيل، وتزداد المخاوف مع وجود حسابات وهمية أو صور مضللة أو معلومات ناقصة، ما يجعل دور الجهات الرقابية مهمًا لضبط السوق وتنظيمه، وضمان حماية المستهلك من عمليات الغش أو الاحتيال الرقمي.
ظاهرة عابرة أم وسيلة أساسية
يعتقد كثير من الخبراء أن هذه التطبيقات تجاوزت مرحلة “الظاهرة” لتتحوّل إلى أداة حقيقية من أدوات السوق، فمع دخول مزيد من الاستثمارات، وتكامل هذه المنصات مع أنظمة التقييم الآلي والفحص الرقمي وخدمات الجهات الحكومية، تبدو هذه التطبيقات وكأنها في طريقها لتصبح جزءًا أساسيًا من مستقبل تجارة السيارات في السعودية، وليس مجرد اتجاه مؤقت سينتهي بزوال الحماس التقني.
التقنية تفرض حضورها
لم تعد تطبيقات السيارات في السعودية ترفًا تقنيًا أو موجة مؤقتة، بل أصبحت أداة يومية يعتمد عليها الآلاف في البيع والشراء والتقييم، وبين من يراها وسيلة ذكية لتطوير السوق، ومن يشكك في استدامتها، يبقى المؤكد أنها فرضت نفسها بقوة على المشهد، وربما تمضي لتصبح معيارًا رئيسيًا في عملية اتخاذ القرار لدى المستهلك السعودي.