في ظل الطموحات الكبيرة التي تقودها رؤية السعودية 2030، تواصل المملكة خطّها التصاعدي في قطاع السياحة، مدفوعةً بجهود تنموية هائلة، وإعادة رسم لصورة السعودية الحديثة، حيث لم تعد الوجهات السياحية تقتصر على مكة والمدينة، بل بات لكل منطقة بصمتها الثقافية وسحرها المحلي، من سواحل الشرقية حتى قمم عسير.
وبينما تستعرض المملكة مقوماتها الطبيعية والتراثية، لا يغيب العامل الإنساني عن مشهد الجذب السياحي، وهو ما عبّر عنه الإعلامي صلاح الغيدان بقوله: “السياحة مش بس مواقع.. الشعور كمان بيفرق”
موقف على الطائرة.. ورسالة إلى كل مضيف
روى الغيدان موقفًا شخصيًا حدث على متن إحدى الرحلات الداخلية بعد تأخر الطائرة، قائلاً: “كنا متخيلين إن الركاب هيتضايقوا، لكن لقيناهم مبوسطين جدًا من تعامل طاقم الطائرة مع الموقف، والمضيف السعودي كان راقي اوحتوى الجميع.. وده كان شعورنا وإحنا ولاد بلد واحدة فما بالك بالسياح”.
“الغيدان” اعتبر أن حسن التصرف البشري في لحظات الضغط يترك أثرًا يفوق أي إعلان أو حملة تسويقية، مضيفًا أن هذا الشعور هو ما يبني السياحة الحقيقية.
السياحة ثقافة.. والابتسامة “تراث غير مباشر”
ومن جانبه، أكد الدكتور محمد العامر، الباحث في مجال السياحة، أن تجربة السائح لا تتوقف على الفنادق أو المعالم، بل تشمل تفاصيل دقيقة مثل الطعام، واللباس، والتصرفات، وحتى الابتسامة.
وقال “العامر” إن أحد السياح أشاد ذات مرة بالابتسامة والبشاشة السعودية: “وقال له حسيت إنكم يا تبتسموا بفلوس، يا إما بتاخدوا كورسات”، ليعلق الدكتور عليه بأن الابتسام أصيلة في ديننا وفي تراثنا”.
وأضاف “العامر” أن السائح قد ينسى المباني، لكنه لا ينسى الشعور. وأن أكثر ما يؤثر فيه هو التراث غير المباشر مثل الطعام التصرفات الابتسامة وهو أقوى الإعلانات الترويجية للسياحة.