المحتويات
في خطوة تؤكد تسارع التنمية الاقتصادية والسياحية بالمملكة، كشفت أمانة المنطقة الشرقية عن تجاوز حجم الاستثمارات المحلية والأجنبية في المنطقة حاجز 30 مليار ريال سعودي (نحو 8 مليارات دولار)، في مؤشر واضح على تصاعد جاذبية الشرقية كمركز استثماري واعد.
وبحسب المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة، فيصل الزهراني، فإن هذه الطفرة الاستثمارية تتزامن مع الفعاليات الدولية التي تستضيفها المملكة، خاصة في مدينة الخبر، ما جعل من المنطقة الشرقية بوابة ذهبية للمستثمرين من مختلف أنحاء العالم.
استثمارات أجنبية من آسيا وأوروبا.. ومشاريع قيد التنفيذ
أوضح الزهراني أن المنطقة استقطبت استثمارات أجنبية تتجاوز 1.7 مليار ريال سعودي، تشمل مجالات متعددة مثل الصناعات الكيميائية، وإعادة تدوير النفايات، والمشاريع السياحية الضخمة، إضافة إلى استثمارات من الكويت، إيطاليا، وفرنسا، التي تركز بشكل خاص على مشاريع إعادة التدوير.
ومن أبرز المشاريع الجاري العمل عليها:
-مجمع تجاري ضخم في الدمام يمتد على مساحة 300 ألف متر مربع
-مشروع تجاري في الظهران بقيمة تفوق 500 مليون ريال
-وأكد الزهراني أن هناك مشاريع قيد الاتفاق من المتوقع أن يُعلَن عنها قريبًا، ضمن خطة لتوسيع محفظة الاستثمارات في مدن الشرقية.
مدينة عالمية في قلب السعودية.. من فكرة إلى وجهة عالمية
واحدة من أكثر المشاريع إثارة هو مشروع “المدينة العالمية”، وهو استثمار ضخم تابع لمستثمر تايلندي، يستهدف إنشاء وجهة سياحية وتجارية متكاملة بموقع استراتيجي فريد.
ويضم المشروع: بحيرة اصطناعية وفعاليات بحرية، سوق عائم مستوحى من التجارب الآسيوية، 16 جناحًا دوليًا يمثل كل منها ثقافة دولة مختلفة، محلات راقية لعلامات تجارية عالمية، مسرح مفتوح يتسع لـ7000 شخص، منطقة تزلج متقدمة ومنطقة ألعاب إلكترونية بمساحة تتجاوز 17 ألف م²
وتقدر التكلفة الإجمالية للمشروع عند اكتماله بـ650 مليون ريال سعودي، فيما يُتوقع الانتهاء من مرحلته الأولى بنهاية عام 2025.
فرص وظيفية وتأثير اقتصادي محلي قوي
أكد الزهراني أن هذه المشاريع ستحدث تأثيرًا ملموسًا على الاقتصاد المحلي، سواء من خلال خلق آلاف فرص العمل أثناء مراحل البناء والإنشاء، أو عبر الوظائف الإدارية والتجارية في مراحل التشغيل، ما يعزز جودة الحياة ويرفع من مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين والمقيمين.
نحو اقتصاد أخضر ومستدام: مشاريع إعادة تدوير ولوجستيات
تسعى أمانة المنطقة الشرقية إلى التحول إلى اقتصاد صديق للبيئة، حيث استثمرت شركة إيطالية أكثر من 60 مليون ريال في إعادة تدوير مخلفات البناء والهدم، وتستخدم مخرجات هذه العمليات في تحسين البنية التحتية للمناطق السكنية والطرقات.
كما تعمل الأمانة على تطوير البنية اللوجستية في المنطقة، مستفيدة من الموانئ الحيوية التي تمتلكها، لتصبح الشرقية مركزًا رئيسيًا في سلاسل الإمداد والتجارة الخليجية والدولية.
الشرقية وجهة المستقبل.. سياحة واستثمار في قلب رؤية 2030
كل هذه المشاريع تأتي متناغمة مع رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتحويل المملكة إلى وجهة سياحية واستثمارية عالمية.
وبفضل هذه الاستثمارات المتسارعة، تتجه المنطقة الشرقية إلى أن تصبح واحدة من أهم المناطق الجاذبة للسياحة والاستثمار في الخليج، ما سيضعها في قلب المشهد الاقتصادي والسياحي للمملكة لعقود مقبلة.