تتجه أنظار العالم اليوم إلى مقر الأمم المتحدة في نيويورك، حيث يُعقد مؤتمر دولي رفيع المستوى لحشد الدعم السياسي والعملي من أجل حل الدولتين، في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة وجمود العملية السياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
رئاسة سعودية فرنسية
ويستمر المؤتمر على مدى ثلاثة أيام برئاسة مشتركة للمملكة العربية السعودية وفرنسا، في خطوة ترمز إلى تحالف إستراتيجي بين قوة إقليمية عربية وعضو دائم في مجلس الأمن الدولي. ويأمل المنظمون أن يسفر المؤتمر عن “وثيقة نتائج” قابلة للتبني، تتضمن التزامات ملموسة نحو قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 تعيش جنبًا إلى جنب مع إسرائيل في أمن وسلام.
مؤتمر دولي لإحياء حل الدولتين
المؤتمر يأتي في لحظة حرجة، وسط أزمات متداخلة إنسانية وسياسية، ويُعد أول حراك دولي بهذا الحجم منذ سنوات لإعادة حل الدولتين إلى صدارة المشهد السياسي العالمي، بعد تآكل فرصه على الأرض بفعل الاستيطان، والحصار، والانقسام الفلسطيني.
حل الدولتين
وزير الخارجية السعودي ونظيره الفرنسي، يقودان جهودًا دبلوماسية واسعة لإعادة تشكيل التوافق الدولي، بدعم من الاتحاد الأوروبي وأكثر من 40 دولة أعلنت مشاركتها، في حين تقاطع كل من إسرائيل والولايات المتحدة المؤتمر رسميًا.
فرنسا تعترف بفلسطين
في دفعة دبلوماسية مهمة، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده ستعترف رسميًا بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2025، لتصبح أول دولة من مجموعة السبع تتخذ هذه الخطوة التاريخية، مما قد يدفع نحو تأثير الدومينو داخل الاتحاد الأوروبي.
ورغم الرفض الإسرائيلي، شدد ماكرون على أن الاعتراف لا يأتي على حساب أمن إسرائيل، بل ضمن رؤية تحقق السلام لكلا الشعبين، معربًا عن أمله بأن يتبع القرار خطوات أوسع باتجاه مفاوضات حقيقية تفضي إلى حل شامل.
كارثة إنسانية في غزة
وبينما تُعقد الاجتماعات في نيويورك، تتواصل فصول الكارثة الإنسانية في غزة، حيث بلغ عدد الوفيات المرتبطة بسوء التغذية 59 حالة منذ بداية 2025، 81 منهم أطفال منذ اندلاع الحرب، بحسب تقارير أممية.
وتراجع توزيع المساعدات الغذائية بشكل كارثي، إذ انخفض عدد الوجبات اليومية من مليون إلى 160 ألف وجبة فقط، وسط تحذيرات من “مجاعة وشيكة” تهدد حياة 100 ألف امرأة وطفل. وتعتبر منظمات دولية أن هذا الوضع لا يمكن تبريره أمنياً، ويشكّل انتهاكًا واضحًا للقانون الدولي الإنساني.
