المحتويات
انطلقت في العاصمة دمشق أعمال المنتدى الاستثماري السعودي السوري، الذي يُعد محطة مفصلية في مسار العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ومقدمة فعلية لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي في مجالات التنمية وإعادة الإعمار، بحضور رسمي واقتصادي رفيع المستوى من الجانبين السوري والسعودي، برعاية رئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع.
وترأس الوفد السعودي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، في زيارة وُصفت بأنها الأكبر من نوعها، حيث ضم الوفد أكثر من 160 شخصية اقتصادية بارزة وممثلي أكثر من 100 شركة سعودية، إلى جانب وفود من 20 جهة حكومية سعودية.
اتفاقيات بمليارات الريالات
وشهد المنتدى توقيع 47 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين شركات ومؤسسات من كلا البلدين، بقيمة تجاوزت 23 مليار ريال سعودي، تغطي قطاعات استراتيجية مثل:
البنية التحتية
الإسكان
الصناعة والطاقة
الصحة والسياحة
الطيران والاتصالات
التقنيات الزراعية والأمن الغذائي
التجارة والخدمات المالية
الموارد البشرية
كلمات رسمية ورسائل دعم
وفي كلمته الافتتاحية، عبّر الوزير الفالح عن شكره للقيادة السورية على حفاوة الاستقبال، ناقلًا تحيات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، مؤكدًا أن المنتدى يشكّل بداية تكامل اقتصادي واعد بين البلدين، ينسجم مع توجهات التنمية في المنطقة.
وأعلن معاليه عن صدور توجيه سمو ولي العهد بتأسيس مجلس أعمال سعودي سوري، برئاسة رجل الأعمال محمد أبو نيان، بهدف تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في البلدين، ودعم المشاريع التنموية والاستثمارية في سوريا.
من جانبه، شدد رجل الأعمال ناصر الخليوي على أن “الاستثمار في سوريا هو استثمار في الإنسان قبل البنيان”، مشيدًا بالرغبة المشتركة لدى الجانبين في بناء بيئة اقتصادية متينة ومستقرة.
الاستثمار السوري في السعودية: شراكة متبادلة
كما ألقى المنتدى الضوء على حجم استثمارات السوريين في السعودية، حيث ينشط أكثر من 2600 رائد أعمال سوري في المملكة، بإجمالي استثمارات تجاوزت 10 مليارات ريال سعودي، في مؤشر على الشراكة المتجذرة والتبادل الفعّال بين القطاعين الخاصين.
تعديل بيئة الاستثمار وتسهيل التواصل
واتفق الجانبان على اتخاذ خطوات ملموسة لتحسين البيئة الاستثمارية، أبرزها:
تعديل قانون الاستثمار السوري
تفعيل مجلس الأعمال المشترك
تيسير التواصل بين الشركات عبر منصات تنظيمية جديدة
أصداء واسعة وآمال متجددة
لاقى المنتدى تفاعلًا كبيرًا في وسائل الإعلام السورية والعربية، حيث اعتبره الكثيرون بداية حقيقية لمرحلة إعادة الإعمار، في ظل رؤية طموحة تستند إلى التعاون العربي، وتضع في جوهرها مبدأ “الإنسان أولًا”.