المحتويات
عززت المملكة العربية السعودية مكانتها كقوة عالمية في قطاع التشييد والبناء، بعد أن جاءت ضمن أكبر ثلاث دول على مستوى العالم من حيث عدد المشروعات العملاقة والضخمة، بحسب تقرير دولي حديث.
وسجلت المملكة قفزة نوعية بنسبة نمو بلغت 643% في عدد هذه المشروعات منذ عام 2010، وهو ما يعكس الزخم الكبير الذي يشهده التحول الاقتصادي الذي تقوده السعودية في إطار رؤية المملكة 2030.
قفزة كبيرة في عدد المشروعات العملاقة من 2010 حتى 2025
وأوضح التقرير الصادر عن شركة “ميس” العالمية للاستشارات والبناء، أن السعودية ارتفعت من 64 مشروعًا في عام 2010 إلى 476 مشروعًا في عام 2025، ما يمثل زيادة استثنائية تدل على تسارع الخطط التنموية.
كما صنّف التقرير المملكة في المركز الثاني عالميًا، متساوية مع الهند، في عدد مشروعات الجيجا (Gigaprojects)، حيث تمتلك كل منهما 43 مشروعًا عملاقًا، في حين تصدرت الولايات المتحدة القائمة بـ88 مشروعًا.

تعريف المشروعات العملاقة والضخمة
يُفرق التقرير بين نوعين من المشروعات:
مشروعات الميجا: التي تتجاوز قيمتها مليار دولار.
مشروعات الجيجا: التي تبلغ قيمتها 10 مليارات دولار أو أكثر.
وتُعد السعودية من الدول القليلة التي تنفذ عددًا كبيرًا من هذه المشروعات في الوقت ذاته، ما يعكس حجم الطموحات التنموية التي تبنتها المملكة خلال العقد الأخير.
مشروعات رؤية 2030 تقود النمو الاستثماري والعمراني
تعزى هذه الطفرة في تنفيذ المشروعات إلى التحولات الاستراتيجية التي تقودها رؤية السعودية 2030، والتي أطلقت سلسلة من المشاريع الرائدة في مجالات متعددة، من أبرزها:
مشروع نيوم
مشروع البحر الأحمر
مشروع الدرعية
مشروع القدية
مطار الملك سلمان الدولي
المربع الجديد في الرياض
وتُعد هذه المشاريع العمود الفقري للتحول الاقتصادي والعمراني في المملكة، وتسهم في تعزيز التنويع الاقتصادي.
توزيع المشروعات حسب القطاعات في السعودية
كشف التقرير أن قطاع الطاقة والمرافق يحتل الصدارة في عدد المشروعات الضخمة في المملكة، بعدد 178 مشروعًا، يليه:
قطاع التجارة والترفيه بـ110 مشروعات
قطاع البنية التحتية بـ75 مشروعًا
قطاع المباني السكنية بـ71 مشروعًا
القطاع الصناعي بـ71 مشروعًا
ويعكس هذا التوزيع تنوعًا واسعًا في خريطة التنمية السعودية، حيث تشمل المشاريع قطاعات متعددة دون الاعتماد على مجال واحد.

سرعة الإنجاز وكفاءة التنفيذ تميز المملكة
أشاد التقرير بكفاءة السعودية العالية في تنفيذ المشروعات العملاقة، خصوصًا في قطاعات الطاقة والمرافق والمباني السكنية. وذكر أن متوسط مدة الإنجاز للمشروعات الكبرى في المملكة لا يتجاوز ثماني سنوات من لحظة الإعلان إلى مرحلة الاكتمال، وهو معدل يُعد من الأفضل عالميًا، ويتفوق على دول كبرى مثل الولايات المتحدة وهونغ كونغ.
السعودية تتحول من سوق ناشئة إلى قوة عالمية في البناء
أشار التقرير إلى أن السعودية لم تعد تُصنّف ضمن الأسواق الناشئة في قطاع البناء، بل أصبحت واحدة من أبرز اللاعبين العالميين في تنفيذ المشروعات العملاقة. هذا التحول يعكس بيئة استثمارية جاذبة، مدعومة بـ:
الاستقرار السياسي والاقتصادي
التمويل المستدام
الكفاءات الهندسية والتقنية المتقدمة
الإرادة السياسية الداعمة للتحول الوطني
وتفتح هذه البيئة فرصًا أوسع للشراكات الدولية والاستثمار الأجنبي في القطاعات الاستراتيجية، بما يعزز مكانة المملكة على خارطة الاقتصاد العالمي.