المحتويات
في خطوة تؤكد على تقدم المملكة العربية السعودية في مجال الصناعات الوطنية، هيئة تنمية الصادرات السعودية تستعد لإطلاق النسخة الثالثة من معرض “صُنع في السعودية” في ديسمبر المقبل. المعرض، الذي سيُقام في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض تحت شعار “من هنا إلى العالم”، يمثل منصة هامة لعرض المنتجات الوطنية وتعزيز حضورها في الأسواق المحلية والدولية.
صُنع في السعودية
لكن النجاح الذي تحقق من النسخة الثانية من المعرض لم يكن مجرد أرقام على ورق؛ بل كان انعكاسًا حقيقيًا لما يمكن أن تحققه السعودية في مجال دعم المنتجات الوطنية وتعزيز قدرتها التنافسية عالميًا. أكثر من 72 ألف زائر حضروا النسخة السابقة، و120 جهة حكومية وخاصة تفاعلت في المعرض الذي شهد توقيع 61 اتفاقية بين الشركات المحلية والدولية، وهو ما يعكس حجم الثقة المتزايدة في المنتج السعودي.
برنامج “صُنع في السعودية”: خطوة نحو العالمية
برنامج “صُنع في السعودية”، الذي أطلقته الهيئة في عام 2021، هو في قلب هذا النجاح. منذ انطلاقه، شهد البرنامج تطورًا هائلًا من خلال تسجيل 3350 شركة سعودية و18,000 منتج يحمل هوية “صناعة سعودية”. هذه الأرقام تتحدث عن نفسها، مؤكدة أن المملكة تسير في الطريق الصحيح نحو تحقيق رؤية 2030، والتي تستهدف جعل المنتجات الوطنية الخيار الأول محليًا ودوليًا.
من خلال هذه المبادرات، أصبحت السعودية تتمتع بموقع قوي في السوقين المحلي والعالمي، حيث أظهرت الشركات الوطنية قدرتها على المنافسة بفضل الدعم الحكومي المتميز والبرامج التحفيزية.
التقنية السعودية: أفق جديد للابتكار
نسخة 2025 ستشهد تعزيزًا خاصًا للمنتجات التقنية من خلال علامة “تقنية سعودية”، التي تم إطلاقها في النسخة السابقة، والتي تهدف إلى إبراز قدرات المملكة في التقنيات الحديثة. هذه العلامة أصبحت واحدة من أبرز المحفزات للشركات الوطنية في مجال التكنولوجيا، حيث تم تسجيل 109 شركات وتقريبًا 140 منتجًا، ما يعكس تطور القطاع التكنولوجي السعودي.
ليس هذا فحسب، بل تم تكريم الشركات الأكثر تأثيرًا في تنمية المحتوى المحلي من خلال “الفئة الذهبية” من علامة “صناعة سعودية”، حيث حصلت 16 شركة وطنية على هذا التكريم المرموق.
الشراكات والفرص الجديدة: بوابة جديدة للازدهار
وفي الوقت الذي يواصل فيه المعرض جذب الأنظار على المستوى الدولي، تواصل الهيئة جهودها في تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص. الورش التحضيرية التي تم تنظيمها بمشاركة المصنعين المحليين والشركاء الاستراتيجيين تؤكد حرص الهيئة على تعزيز التعاون الصناعي، وفتح آفاق جديدة للمصنعين والمصدرين الوطنيين.
إن الشراكات التي يتم عقدها في المعرض لا تقتصر على الاستثمارات المحلية فقط، بل تسعى الهيئة إلى خلق فرص تجارية مع أسواق دولية جديدة، حيث يمكن للمنتجات السعودية أن تجد مكانها في الأسواق العالمية بفضل الجودة العالية التي تتمتع بها.
نجاح المعرض في الأرقام
بينما يُنتظر أن تشهد النسخة الثالثة من المعرض حضورًا أكبر من النسخ السابقة، فإن النجاح الكبير الذي تحقق حتى الآن يعد دليلًا على فاعلية هذه المبادرات. ففي النسخة الثانية من المعرض، تم توقيع 61 اتفاقية ومذكرة تفاهم شملت اتفاقيات تصدير واتفاقيات لتوطين الصناعات في المملكة، مما أسهم بشكل مباشر في تعزيز الاقتصاد الوطني.
رؤية 2030: التوسع والتنافسية
مع استمرار المملكة في تعزيز برامج “صُنع في السعودية”، تواصل الهيئة دفع عجلة الاقتصاد الوطني نحو التنافسية العالمية. المنتج السعودي أصبح الآن ليس فقط خيارًا مفضلًا محليًا، بل قوة تنافسية على الصعيدين الإقليمي والعالمي.
لقد باتت العلامة الوطنية جزءًا لا يتجزأ من هوية السعودية الاقتصادية، كما أصبحت المنتجات الوطنية تتصدر المشهد في مختلف المعارض الدولية. ومن خلال دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وضعت رؤية 2030 أساسًا قويًا لبناء اقتصاد مستدام يعتمد على التنوع الصناعي.
ختامًا: نجاح مُستمر
من خلال النسخة الثالثة القادمة من المعرض، تواصل هيئة تنمية الصادرات السعودية مسيرتها في تعزيز الصناعة الوطنية وتوسيع آفاقها. النجاح الكبير الذي حققته المعارض السابقة يشير إلى أن المملكة تسير بثبات نحو المستقبل، وأنها قادرة على المنافسة في أسواق العالم بمنتجاتها التي تتمتع بأعلى درجات الجودة والابتكار.
إن هذا المعرض سيكون أكثر من مجرد حدث تجاري؛ إنه فرصة استراتيجية لمصنعي المملكة، ولجميع القطاعات الراغبة في التوسع الدولي.