المحتويات
في خطوة غير معتادة لكنها تزداد رواجًا في أوروبا، أعلنت قرية أمبرت الواقعة جنوب شرق فرنسا عن طرح عدد من منازلها المهجورة للبيع مقابل يورو واحد فقط، في محاولة جادة لإنعاش الحياة داخل البلدة ومكافحة التراجع السكاني.
هذه المبادرة اللافتة تنضم إلى سلسلة من مشاريع مشابهة ظهرت في دول أوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا، وتهدف بشكل أساسي إلى إعادة إحياء القرى الريفية الصغيرة التي شهدت موجات نزوح إلى المدن الكبرى خلال العقود الماضية.
السعر مغري ولكن بشروط واضحة
رغم أن السعر المعلن يبدو أقرب إلى الحلم، إلا أن الحصول على منزل في أمبرت لا يتم بلا التزامات.
السلطات المحلية شددت على أن هذه البيوت لا يمكن شراؤها للاستثمار أو الاستخدام كمقر ثانٍ، بل يجب أن تكون سكناً دائماً للمشتري، مع تعهّد بالإقامة فيه لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات بعد الانتهاء من تجهيزه.
كما يُلزم المشتري بتحمّل كامل مسؤولية أعمال الترميم والتجديد، بما يتوافق مع المعايير المعمارية المحلية. وفي حال الإخلال بهذه الشروط، قد يُطلب منه إعادة المنح أو التسهيلات التي تلقاها.
إعادة الحياة إلى القرى المهجورة
تسعى السلطات المحلية في أمبرت من خلال هذا المشروع إلى جذب سكان جدد، خاصة من الشباب والعائلات الباحثين عن أسلوب حياة أكثر هدوءًا واستقرارًا، بعيدًا عن ضغوط المدن.
وترى الجهات المنظمة أن هذه المنازل القديمة تمثل فرصة حقيقية لإعادة بناء المجتمعات المحلية، من خلال تشجيع الترميم والتفاعل الاجتماعي، مما ينعكس على الاقتصاد والخدمات العامة.
خطة تنموية متكاملة تمتد لسنوات
عرض المنازل بيورو واحد ليس مجرد إجراء منفصل، بل يأتي ضمن خطة تطوير مدتها خمس سنوات، تهدف إلى تحسين البنية التحتية، وتعزيز دور القرية كمركز اجتماعي حيوي.
وقد شهدت أمبرت بالفعل بعض الخطوات الملموسة، مثل إضافة فصل دراسي جديد إلى المدرسة المحلية، ومن المقرر إعادة افتتاح مبنى غرفة التجارة والصناعة التاريخي في 2026 ليُستخدم كمساحة مجتمعية متعددة الأغراض، توفر فرص عمل للسكان.
التحديات: من السعر الرمزي إلى التكلفة الحقيقية
ورغم أن السعر الرسمي لشراء المنزل يبلغ يورو واحد فقط، فإن التكاليف الحقيقية تكمن في أعمال الترميم الضرورية، والتي تشمل كل شيء تقريبًا: من إصلاح الأسقف والعزل، إلى تحديث الكهرباء والنوافذ. كما يُطلب من المشتري تقديم تعهد خطي وجدول زمني للانتهاء من الأعمال.
وبالتالي، لا يمكن اعتبار هذه الخطوة مجرد صفقة عقارية منخفضة التكلفة، بل هي التزام طويل الأمد يتطلب رغبة حقيقية في بدء حياة جديدة داخل مجتمع محلي صغير.
فرصة حقيقية لبداية مختلفة
ورغم كل التحديات، يظل هذا العرض جذابًا للكثيرين ممن يبحثون عن حياة أكثر هدوءًا وارتباطًا بالطبيعة، بعيدًا عن صخب المدن وزحامها.
فبالنسبة للبعض، قد تكون قرية أمبرت الفرنسية بداية لقصة جديدة تمامًا، تجمع بين الحلم الريفي والمسؤولية المجتمعية، في مشهد لا يتكرر كثيرًا.