المحتويات
في وقت يشهد فيه قطاع الطيران المدني تطورًا كبيرًا في الاعتماد على الأنظمة الرقمية والتقنية، جاء العطل المفاجئ الذي أصاب شبكات الاتصالات والإنترنت مساء يوم الاثنين 7 يوليو 2025، ليضع المنظومة التشغيلية لمطار القاهرة الدولي أمام اختبار حقيقي.
ورغم محدودية التأثير وغياب أي إلغاءات في الرحلات، أعادت هذه الواقعة طرح سؤال جوهري: ما حجم تأثير انقطاع الإنترنت على حركة الطيران وسلامة المسافرين؟
تعطل مفاجئ واستجابة سريعة
أعلنت وزارة الطيران المدني في بيان رسمي أن العطل المفاجئ تسبب في تأخيرات محدودة بعدد من الرحلات في مطار القاهرة الدولي، خلال الفترة من الساعة 6 مساء الإثنين وحتى الواحدة صباح الثلاثاء 8 يوليو.
وأوضحت الوزارة أن المطار كان من المقرر أن يُسيّر 69 رحلة جوية في هذه الفترة، أُقلعت منها بالفعل 36 رحلة، بينما تم استكمال إجراءات تشغيل 33 رحلة لاحقة، دون إلغاء أي منها.
كما أكدت أن فرق التشغيل تعاملت مع الموقف بكفاءة عالية، وجرى تفعيل خطة الطوارئ لضمان استمرار التشغيل وتقديم أفضل خدمة للمسافرين.
انتظام أنظمة الملاحة الجوية رغم العطل
العطل الذي أصاب شبكات الاتصالات والإنترنت لم يؤثر على أنظمة الملاحة الجوية أو سلامة الطائرات، بل انعكس على بعض الخدمات التشغيلية والإدارية المرتبطة بالتنسيق بين الجهات، وإنهاء إجراءات السفر، وهو ما أدى إلى تأخير مؤقت في بعض مواعيد الإقلاع.
وتُشير الوزارة إلى أن معظم الرحلات تأخرت فقط، وتم ترحيلها وفق خطط تشغيل بديلة، باستثناء عدد محدود من الرحلات الدولية التي يجري التنسيق بشأنها مع مطارات الوجهات لتطبيق بدائل تشغيلية مماثلة.
شبكات الإنترنت.. داعم لا غنى عنه
رغم أن أنظمة الطيران الأساسية – مثل الرادارات والملاحة الجوية – لا تعتمد بشكل مباشر على الإنترنت العام، إلا أن الخدمات الأرضية المرتبطة بحجوزات الركاب، الجوازات، الشحن، ومعلومات الرحلات تعتمد بدرجة كبيرة على استقرار الشبكات الرقمية.
وفي مطار بحجم القاهرة الدولي، حيث تتقاطع العشرات من الرحلات يوميًا، يصبح انقطاع الإنترنت بمثابة عائق يُبطئ حركة التشغيل، دون أن يُهدد سلامتها.
المطارات الأخرى.. لم تتأثر
أشارت وزارة الطيران إلى أن باقي المطارات المصرية واصلت عملها بشكل طبيعي، ولم تتأثر بتداعيات العطل المؤقت، مما يعكس وجود توزيع فني جيد للبنية التحتية الرقمية على مستوى الجمهورية، كما يُظهر فاعلية غرف العمليات وغرف الطوارئ في احتواء الأزمة سريعًا.
جاهزية عالية واستجابة فورية
أشادت الوزارة بفرق العمل الفنية والتشغيلية التي تعاملت مع الأزمة، مؤكدة أن غرف العمليات المختصة على مستوى الدولة تابعت الموقف لحظة بلحظة، بالتنسيق مع الجهات الفنية المعنية، لضمان سرعة استعادة كفاءة التشغيل الكامل.
كما أكدت الوزارة التزامها الكامل بتطبيق أعلى معايير السلامة والجودة، وحرصها على تقليل زمن التأخير، وعدم الإضرار بحقوق المسافرين.
الواقعة الأخيرة كشفت أن الإنترنت، رغم أنه لا يدخل ضمن عناصر السلامة الفنية للطائرات، إلا أنه أصبح جزءًا لا يتجزأ من بيئة العمل داخل المطارات، وأن استقراره يسهم في سلاسة الحركة وكفاءة الخدمات، بينما لا يُشكل غيابه المؤقت تهديدًا مباشرًا لأمان الطيران.
الأزمة عبرت سريعًا، لكنها تركت وراءها دروسًا مهمة حول ضرورة تقوية البنية التحتية الرقمية ورفع كفاءة خطط الطوارئ، في عالم باتت فيه التكنولوجيا تتحكم في أدق تفاصيل السفر… حتى وهي لا تحلّق.