المحتويات
تشهد المملكة العربية السعودية طفرة غير مسبوقة في مجال تطوير شبكة الطرق ومنظومة النقل العام، في إطار رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تعزيز جودة الحياة، وتحقيق التنمية المستدامة، وترسيخ مكانة المملكة كمركز لوجستي عالمي يربط بين قارات العالم.
شبكة طرق متطورة
واصلت وزارة النقل والخدمات اللوجستية جهودها في تطوير البنية التحتية للطرق، حيث بلغ إجمالي أطوال شبكة الطرق المنفذة في السعودية أكثر من 75 ألف كيلومتر بنهاية عام 2024، وفق بيانات الوزارة الرسمية.
وتضمنت هذه المشروعات تنفيذ أكثر من 5 آلاف كيلومتر من الطرق السريعة الجديدة خلال السنوات الخمس الأخيرة، إلى جانب توسعة وازدواجية العديد من الطرق الرابطة بين المدن والمناطق لتعزيز الربط البري وتسهيل تنقل الأفراد والبضائع.
كما أولت المملكة اهتمامًا خاصًا برفع مستوى السلامة على الطرق، من خلال إنشاء الجسور والأنفاق الحديثة لتحسين انسيابية الحركة المرورية، وتقليل الاختناقات المرورية، خصوصًا في المناطق الحضرية الكبرى.
وقد انعكست هذه الجهود في تقدم السعودية إلى مصاف أفضل 10 دول عالميًا في جودة الطرق، وفقًا لمؤشر جودة الطرق الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لعام 2023.
مشاريع عملاقة للنقل الحضري
تُولي المملكة أهمية متزايدة لتطوير النقل العام باعتباره ركيزة أساسية لتقليل الاعتماد على المركبات الخاصة، والحد من الازدحام المروري، وخفض الانبعاثات الكربونية. ففي مدينة الرياض، يجري تشغيل مشروع قطار الرياض الذي يعد الأكبر من نوعه في المنطقة، ويضم 6 مسارات رئيسية بطول 176 كيلومترًا، بالإضافة إلى شبكة واسعة من الحافلات التي تغطي العاصمة بشكل متكامل.
أما في جدة، فقد انطلقت مراحل تشغيل شبكة الحافلات الجديدة، إلى جانب بدء أعمال مشروع القطار الخفيف، بهدف ربط الأحياء السكنية بالمناطق الحيوية والمراكز التجارية. وفي الدمام والأحساء، توسعت خطوط ومسارات الحافلات لتلبية احتياجات السكان، وتحقيق انسيابية أكبر في حركة التنقل داخل المدن.
خطة وطنية طموحة للنقل المستدام
تسير المملكة بخطى متسارعة نحو تحقيق أهداف الخطة الوطنية للنقل والخدمات اللوجستية (2021-2030)، التي تستهدف خفض انبعاثات قطاع النقل بنسبة تصل إلى 25% بحلول عام 2030، ضمن التزام المملكة بمبادرة السعودية الخضراء.
كما تركز الخطة على رفع نسبة استخدام وسائل النقل العام إلى نحو 15% من إجمالي التنقل الحضري، وتشجيع التحول إلى المركبات الكهربائية والحافلات منخفضة الانبعاثات، بما يعزز من جهود المملكة في حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة.
المملكة كمركز لوجستي عالمي
في إطار استراتيجيتها لتكون مركزًا لوجستيًا عالميًا، تعمل المملكة على تطوير البنية التحتية الداعمة للخدمات اللوجستية، من خلال إنشاء المناطق اللوجستية المتكاملة، وتحديث الموانئ البحرية، وربطها بشبكة السكك الحديدية والطرق السريعة، بما يتيح تسهيل حركة البضائع وزيادة كفاءة سلاسل الإمداد، ويعزز من قدرة المملكة على المنافسة عالميًا في قطاع النقل والخدمات اللوجستية.