المحتويات
في ظل تصاعد الظواهر المناخية المتطرفة، بدأت معالم السياحة الأوروبية تواجه تحديات غير مسبوقة، مع تكرار موجات الحر الشديدة التي تضرب القارة كل صيف تقريبًا. فبينما كانت شهور يونيو ويوليو تمثّل ذروة الموسم السياحي، باتت اليوم تشهد إغلاق معالم شهيرة، وتراجعًا في الحركة السياحية ببعض المدن الكبرى، مثل باريس وروما ومدريد، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات مقلقة.
تحذيرات من موجة حر استثنائية تطال فرنسا وجيرانها
في ظل موجة حر غير مسبوقة، أعلنت السلطات الفرنسية حالة التأهّب القصوى في العاصمة باريس، يوم الثلاثاء، تحسّبًا لبلوغ درجات الحرارة مستويات عالية قد تُشكّل خطرًا على الصحة العامة، خاصة للفئات الأكثر عرضة مثل الأطفال وكبار السن.
وأدى ذلك إلى إغلاق الجزء العلوي من برج إيفل الشهير، وفرض قيود على حركة المركبات، مع خفض السرعات في بعض المناطق بهدف الحد من التلوث الناجم عن ارتفاع مستويات الأوزون.
درجات حرارة قياسية وتحذيرات صحية في أنحاء فرنسا
بحسب هيئة الأرصاد الجوية الفرنسية، من المتوقع أن تصل درجات الحرارة في بعض المناطق إلى 40 درجة مئوية، مع تسجيل ليالٍ دافئة بشكل غير معتاد، تتراوح فيها الحرارة بين 20 و24 درجة. وقد صدرت تحذيرات رسمية من “الحر الشديد” في 16 إقليمًا فرنسيًا، فيما فُعّلت ثاني أعلى درجات التأهّب في 68 إقليمًا آخر.
تعطيل للمدارس وحظر مروري في باريس
أعلنت السلطات عن إغلاق جزئي أو كامل لأكثر من 1350 مدرسة على مستوى البلاد، بسبب ظروف الحرارة غير المناسبة داخل الصفوف. كما فرضت شرطة باريس حظرًا على حركة المركبات المسببة للتلوث في منطقة إيل دو فرانس، من الساعة 03:30 صباحًا حتى 10 مساءً، تزامنًا مع توقعات بازدياد مستويات التلوث الهوائي.
موجة الحر تطال الجنوب الأوروبي: البرتغال، إسبانيا، إيطاليا واليونان
لم تقتصر موجة الحر على فرنسا، إذ اجتاحت درجات الحرارة المرتفعة أجزاء واسعة من جنوب أوروبا، من البرتغال وإسبانيا، مرورًا بـ إيطاليا واليونان، ووصولًا إلى البلقان وتركيا.
في إسبانيا، سجّلت بعض المدن درجات حرارة فاقت 46 درجة مئوية، فيما تم إعلان حالة تأهب قصوى في عدة مدن إيطالية من بينها روما، ميلانو، وفيرونا. كما تسببت الأمطار الغزيرة في منطقة بييمونتي الإيطالية في فيضانات أودت بحياة شخص، وسط تحذيرات من تكرار مثل هذه الحوادث نتيجة الاضطرابات المناخية المتزايدة.
حرائق الغابات تجتاح عدة دول.. وإجلاء آلاف السكان
في تركيا، واجهت فرق الإنقاذ تحديات كبيرة مع اندلاع سلسلة من حرائق الغابات التي أجبرت على إجلاء أكثر من 50 ألف شخص من محافظة إزمير. كما سُجّلت حرائق مماثلة في اليونان والبرتغال، حيث عمل أكثر من 250 عنصر إطفاء على السيطرة على حريق كبير في منطقة ألجوستريل الجنوبية.
قطاع السياحة يتأثر بموجات الحر والظروف الجوية المتطرفة
هذه الظروف دفعت كثيرًا من المسافرين لإعادة النظر في وجهاتهم السياحية، حيث بدأ بعض السياح بتفضيل الوجهات الجبلية أو الشمالية الأقل حرارة، بحثًا عن أجواء أكثر اعتدالًا وهروبًا من درجات الحرارة المرتفعة. كما باتت وكالات السفر تأخذ في الحسبان الظروف المناخية عند التخطيط للمواسم السياحية، مما قد يُعيد تشكيل خريطة السياحة في أوروبا مستقبلًا.