المحتويات
تصدرت دمية “لابوبو” (Labubu) محرك بحث مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا بعد أن أصبحت في فترة قصيرة أن تنتشر بصورة كبيرة واعتبرها البعض أيقونة موضة ووسيلة تعبير ثقافي في أيدي الكبار والصغار على حدّ سواء.
كما انه اصبحت الدمية المخيفة رمزاً للغرابة الملفتة والتصاميم الخارجة عن المألوف، تُعلَّق على حقائب اليد، تُرافق الأطفال إلى النوم، وتُقتنى كهواية بأسعار تصل إلى آلاف الدولارات.
دمية “لابوبو” (Labubu)

لكن، خلف تلك الابتسامة الواسعة والأذنين الطويلتين، بدأ يلوح في الأفق قلق طبي ونفسي من التأثيرات البصرية والعاطفية لهذه الدمية على الأطفال، وسط تحذيرات متزايدة من مختصين وصفوا الدمية بأنها “السم في العسل”.
وصف أحد الاستشاريين النفسيين الدمية بأنها تحمل “السم في العسل”، في إشارة إلى مظهرها الذي يجمع بين البراءة والغموض والملامح الماكرة، وهو ما قد يؤدي إلى تشويش في مفاهيم الطفل تجاه ما هو جميل أو مطمئن، مشيرًا إلى أن الابتسامة العريضة المصحوبة بأسنان حادة قد تترك أثرًا نفسيًا طويل المدى على بعض الأطفال، خاصة من هم في مرحلة التكوين العقلي والوجداني.
لابوبو (Labubu)
كما أحد استشاريين تسببها في أمراض جلدية وكتمة نفس ومشاكل عديدة في البيوت .
وأضافوا انه يوجد بها تعويذة شيطانية تتحدث عن قصة شيطان كان يظهر قديمة في أرض العرب لإثارة الفوضى.
أساطير الشمال وخزائن الموضة
بدأت قصة “لابوبو” عام 2015 عندما أطلق الفنان الهولندي من أصل هونغ كونغي “كاسينغ لونغ” سلسلة The Monsters المستوحاة من الفلكلور الإسكندنافي، ليخلق شخصية فريدة بملامح طفولية ممزوجة بالسخرية والغرابة: آذان طويلة، عينان واسعتان، وابتسامة ماكرة بأسنان حادة!
عام 2019، دخلت “بوب مارت” الصينية على الخط لتنتج الدمية بأشكال وأحجام وألوان متعددة، وتحولها إلى لعبة قابلة للجمع (Collectible) تُباع في صناديق مغلقة، لا يعرف فيها المشتري أي تصميم سيحصل عليه.
حين يتبنّى المشاهير “الوحش الظريف”

استفاقت شهرة لابوبو فجأة في ربيع 2024، حين ظهرت المغنية الكورية ليسا من فرقة BLACKPINK وهي تحملها كإكسسوار على حقيبتها. تبعتها أسماء كبيرة مثل ريهانا ودوا ليبا، ليتحول المشهد من مجرد لعبة أطفال إلى موضة عالمية حقيقية.
في النصف الأول من عام 2024 فقط، حققت “لابوبو” أرباحًا تخطت 87 مليون دولار، واشتعلت الأسواق الآسيوية أولًا قبل أن تصل إلى أوروبا وأميركا، مدفوعة بحملة تسويقية ذكية على مواقع التواصل
تيك توك يصنع “الوحش”
تجاوز عدد مقاطع الفيديو التي تُظهر لابوبو على منصة تيك توك أكثر من 1.5 مليون مقطع، في مشاهد تعرض تجميع النسخ، وفتح الصناديق المغلقة (Blind Box) وسط انفعالات مليئة بالتشويق والمفاجأة.
لكن هذا الهوس لا يخلو من منبهات مقلقة، خاصة حين يصبح سلوك اقتناء الدمى متكرراً بشكل قهري، وهو ما أشار إليه متخصصون في علم النفس السلوكي بأنه “نوع من الإدمان البصري والمادي على الغموض”.
تحذيرات نفسية.. “ابتسامة غير بريئة”
رغم شهرتها، وجّه خبراء في علم النفس تحذيرات متكررة من التأثير النفسي طويل الأمد لهذه الدمى على الأطفال. إذ وصف استشاري الطب النفسي د. ماجد الزهراني، ملامح لابوبو بأنها “مزيج مربك من البراءة والتهديد”، محذرًا من تأثيرها على مفهوم الجمال لدى الأطفال، وزرع مشاعر الارتباك والخوف المقنّع داخل الوعي الطفولي.
وأضاف أن دمج مشاعر الحنان بالشكل الغريب أو المخيف قد يؤدي إلى اضطراب عاطفي معرفي عند الطفل، خصوصاً من هم في عمر ما قبل المدرسة.
أسعار خيالية
في الأسواق المحلية، تبدأ أسعار لابوبو من 13 إلى 16 دولارًا، لكنها قد تتجاوز 1000 دولار لبعض الإصدارات النادرة والمحدودة، وهو ما فتح الباب أمام سوق سوداء لبيع وشراء “نسخ لابوبو النادرة”.