من قلب آسيا الوسطى.. وفي منطقة لم تكن يومًا على خريطة اللاعبين الكبار في مجال الطاقة، تنسج المملكة العربية السعودية قصة نفوذ جديد!
لكن ما سرّ هذه الاستثمارات الخضراء؟ ولماذا اختارت الرياض أوزبكستان تحديدًا؟
وهل يمكن أن تتحول الصحراء هناك إلى مركز عالمي للطاقة المتجددة؟
إليكم التفاصيل في هذا الفيديو
دخلت شركة ACWA Power السعودية سوق الطاقة في أوزبكستان بقوة، ونجحت خلال سنوات قليلة في أن تصبح أحد أبرز اللاعبين في قطاع الطاقة الخضراء هناك، باستثمارات تخطت 15 مليار دولار، مع خطة لضخ ما بين 5 و6 مليارات إضافية قريبًا، للوصول إلى 25 مليار دولار قبل نهاية العقد الحالي.
تشهد أوزبكستان طفرة غير مسبوقة في الاستثمار بالطاقة المتجددة، وبرزت الشركة السعودية من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية في مدن مثل طشقند وبخارى وسمرقند، إلى جانب مشروع جديد في منطقة قرقل باغستان المصنفة رسميًا كمنطقة خضراء ذات أولوية تنموية.
من أبرز المشاريع التي تم تنفيذها: إنشاء محطتين للطاقة الشمسية بقدرة إجمالية 1400 ميغاواط، وأنظمة بطاريات لتخزين الكهرباء بقدرة 1500 ميغاواط، إضافة إلى محطة غازية بالدورة المركبة بقدرة 1500 ميغاواط لتلبية النمو الصناعي في العاصمة.
النجاحات السعودية في هذا الملف لم تكن ممكنة لولا بيئة استثمارية مشجعة وضعتها الحكومة الأوزبكية، من خلال إصلاحات تنظيمية، وشراكات بين القطاعين العام والخاص، ودعم مباشر من مؤسسات مثل البنك الدولي وبنك التنمية الآسيوي. العقود المبرمة طويلة الأجل تمتد لـ25 عامًا، وتضمن للمستثمرين تقليل المخاطر وتعظيم العائد.
التحديات لم تغب، خاصة على صعيد البنية التحتية، حيث تُنتج الطاقة المتجددة عادةً في مواقع نائية، ما يجعل الحاجة إلى خطوط نقل كهربائي متطورة أمرًا ضروريًا. وتولي الشركة أهمية كبرى لتقنيات التخزين، مستفيدة من التراجع الكبير في أسعار البطاريات خلال العقد الأخير.
وفي خطوة تعزز من عمق الشراكة مع أوزبكستان، بدأت الشركة تصنيع توربينات وأبراج الرياح محليًا، ما يسهم في نقل التكنولوجيا، وتأهيل الكفاءات، وخلق وظائف جديدة في قرقل باغستان والمناطق المجاورة.
زيارة الرئيس الأوزبكي إلى السعودية العام الماضي، ولقاؤه بولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أثمرت عن اتفاقيات تعاون جديدة، تشمل مشاريع شمسية وغازية من المقرر أن تبدأ في 2026 وتدخل الخدمة في 2028.
بهذا الحضور المتنامي، تؤكد السعودية عبر استثماراتها في الطاقة المتجددة أنها لا تبني محطات فقط، بل تصنع تحولات إقليمية كبرى تعزز النفوذ الاقتصادي وتعيد تشكيل خريطة الطاقة في آسيا الوسطى.