حين تنشد الطبيعة الصافية والهدوء الممتد بلا نهاية، لا بد أن تقودك البوصلة إلى هضبة الصمان، واحدة من أوسع الهضاب في شرق المملكة العربية السعودية، ومزار موسمي لعشّاق البر والمكشات، حيث يلتقي الجمال الطبيعي بالتاريخ العميق.
شرق المملكة وقلب البر
تقع هضبة الصمان في شرق شبه الجزيرة العربية، وتمتد بطول يتجاوز 1000 كيلومتر، من حدود الربع الخالي جنوبًا حتى شمال الكويت والحدود العراقية. تحيط بها صحراء الدهناء من الغرب، ويحدها شرقًا سهل الخليج العربي الساحلي، ما يمنحها موقعًا فريدًا بين الرمال والتضاريس الصخرية.
لماذا تزور هضبة الصمان؟
لأنها ببساطة تجسد روح البر السعودي الأصيل. فهي الوجهة المثالية لعشاق التخييم والطبيعة، حيث تمتزج المغامرة بالسكينة، وتتنفس الأرض رائحة المطر بعد موسم القحط. تمنحك الصمان فرصة فريدة لتجربة الحياة البرية في أنقى صورها، بعيدًا عن صخب المدن، وسط مساحات مفتوحة لا يحدّها سوى الأفق، وتضاريس تحكي تاريخ البادية وأصالة المكان.
طبيعة خلابة ومراعي موسمية
رغم قسوة المناخ في الصيف، تتحوّل الصمان في الشتاء والربيع إلى لوحة خضراء مدهشة، بعد تساقط الأمطار. تنمو فيها أعشاب برية مثل الرمث والثمام والسدر، وتُعدّ من أجود مراعي الجزيرة العربية.
أنشطة لا تُفوّت في هضبة الصمان
1- التخييم
هضبة الصمان هي الوجهة الأولى لعشاق التخييم في السعودية. يمتد موسم المكشات من نوفمبر حتى أبريل، وتنتشر فيه الخيام، وجلسات السمر، وطبخ الكبسة تحت النجوم.
2- استكشاف الكهوف (الدحول)
تحتضن الهضبة مئات الكهوف الجوفية أو ما يُعرف بـ”الدحول”، منها ما يحتوي على مياه جوفية، وبعضها بعمق يتجاوز 100 متر، وهي مقصد للرحّالة ومحبي المغامرة.
3- رحلات السفاري والتصوير
تُعد الصمان جنةً لمصوري الحياة البرية، حيث يمكن تصوير الطيور، الجمال، الضبان، وتكوينات الصخور الفريدة عند شروق الشمس وغروبها.