في إطار سعي المملكة العربية السعودية نحو تطوير القطاع العقاري وتحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030، أطلقت الدولة مبادرة البناء الحديث كمبادرة وطنية رائدة تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في آليات البناء والإنتاج العقاري، من خلال تبني أحدث التقنيات العالمية في البناء، وتحويل أنماط البناء التقليدية إلى أنظمة حديثة ومستدامة.
مبادرة البناء الحديث: أكثر من 44 مصنعًا نشطًا بطاقة تفوق 25 ألف وحدة سنويًا
تشير بيانات وزارة الشؤون البلدية والقروية والإسكان إلى وجود 44 مصنعًا متخصصًا في تقنيات البناء الحديث تعمل حاليًا بطاقة إنتاجية تتجاوز 25 ألف وحدة سكنية سنويًا.
وتشمل هذه المصانع تقنيات متعددة مثل الخرسانة الجاهزة، والهياكل المعدنية، وتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد، وأنظمة العزل الذكي، وهي جميعها مصممة لتحقيق أعلى كفاءة في استهلاك الطاقة والموارد، وتقليل الهدر في مواقع البناء.
تحول ملحوظ في مشاريع الإسكان بعد مبادرة البناء الحديث
ووفقًا لتقرير رسمي صادر عن المبادرة، فإن أكثر من 58% من مشاريع الإسكان المعتمدة في النظام السكني باتت تعتمد على تقنيات البناء الحديث، في مؤشر واضح على سرعة التبني والاعتماد على هذه الحلول كبديل عملي للبناء التقليدي.
أهداف استراتيجية للبناء الحديث ضمن رؤية 2030
1. توفير مساكن مستدامة
يُعد تحقيق الاستدامة في قطاع الإسكان أحد أبرز أهداف المبادرة، حيث تُشجّع على بناء وحدات سكنية ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة والمياه، بما يتماشى مع متطلبات الحفاظ على البيئة.
2. خفض التكاليف وزيادة الكفاءة
تهدف المبادرة إلى تخفيض تكاليف البناء، ما يفتح الباب أمام توفير وحدات سكنية بأسعار مناسبة، خصوصًا للشرائح المتوسطة والمحدودة الدخل.
3. تحسين جودة الحياة
تعزز المبادرة من جودة الوحدات السكنية من خلال استخدام مواد بناء متطورة وتقنيات حديثة تضمن عمرًا افتراضيًا أطول وأداءً أفضل للمباني.
4. تقليل وقت البناء
من أبرز مزايا البناء الحديث تقليص مدة تنفيذ المشاريع، إذ تُستخدم تقنيات مثل التصنيع المسبق (Prefabrication)، التي تتيح تنفيذ أجزاء كبيرة من المباني داخل المصانع ثم تركيبها في المواقع النهائية بسرعة ودقة.
تقنيات متقدمة تُحدث الفرق في قطاع التشييد
تستند مبادرة البناء الحديث إلى باقة من التقنيات المتقدمة، منها:
- البناء المسبق: حيث يتم تصنيع أجزاء المبنى مسبقًا في مصانع خاصة، ثم تركيبها ميدانيًا.
- الطباعة ثلاثية الأبعاد: وتُستخدم لبناء الجدران والأسقف باستخدام خرسانة عالية الكفاءة.
- نمذجة معلومات البناء (BIM): التي تُسهم في تحسين إدارة المشروعات من خلال التصاميم ثلاثية الأبعاد.
- الذكاء الاصطناعي: لمراقبة سير العمل وتحسين إدارة الوقت والتكلفة.
- المواد الذكية والخفيفة: مثل البلاستيك المقوّى والألمنيوم والألواح الخشبية الصناعية، التي تقلل من الوزن وتزيد من الكفاءة.
دور البناء الحديث في دعم مستهدفات رؤية 2030
– تلبية الطلب المتزايد على الإسكان
تساهم المبادرة في توفير حلول إسكان سريعة ومبتكرة لتلبية النمو السكاني وزيادة الطلب على السكن في المدن السعودية.
– توطين الصناعة ونقل التقنية
من خلال الشراكات مع شركات عالمية متخصصة، تعمل المملكة على توطين تقنيات البناء الحديثة وإنشاء قاعدة إنتاج محلية قوية، بما يعزز من الاكتفاء الذاتي ويدعم الاقتصاد الوطني.
– خلق فرص عمل نوعية
يساهم النمو في هذا القطاع في فتح آفاق توظيف واسعة للشباب السعودي، خصوصًا في مجالات الهندسة، والإشراف الفني، والتشغيل الصناعي.
– دعم البيئة والاستدامة
يساعد البناء الحديث في تقليل الانبعاثات الكربونية، وخفض استهلاك الموارد، واستخدام مواد صديقة للبيئة، وهو ما يتناغم مع طموحات المملكة في التحول نحو الاقتصاد الأخضر.
