في خطوة مفاجئة، أُغلق متحف اللوفر في باريس، يوم الإثنين الماضي مؤقتا، بعد أن رفض الموظفون الحضور إلى العمل، احتجاجًا على ما وصفوه بظروف العمل “غير الآمنة”، والضغط الناتج عن الحشود الزائدة.
طوابير طويلة أمام الهرم الزجاجي.. والزوار في حيرة
تجمّع الآلاف من السياح أمام مدخل المتحف الشهير عند الهرم الزجاجي، دون تفسير رسمي في البداية. الإغلاق الفوري والمفاجئ ترك الكثيرين في حالة من الحيرة، رغم أن المتحف سبق أن شهد إضرابات عمالية من حين لآخر، إلا أن حدة هذا الإجراء وسرعته أربكت الزوار.
احتجاجات داخلية تتحول إلى إغلاق تام
بدأت الأزمة خلال اجتماع داخلي للموظفين صباحًا، قبل أن تتصاعد إلى إغلاق كامل بحلول وقت مبكر من بعد الظهر. ولا تزال المحادثات مستمرة بين إدارة المتحف والموظفين حتى تم فتح المتحف بعد ذلك بشكل طبيعي في المساء، وفقا لموقع timeout.
الضغط اليومي.. فوق طاقة البشر والمكان
وفقًا لتقارير نقابية وتصريحات لموظفين، فإن متحف اللوفر يعاني من اكتظاظ يفوق قدرته الاستيعابية. فقد استقبل العام الماضي نحو 8.7 مليون زائر، أي أكثر من ضعف السعة الأصلية التي صُمم لاستيعابها. رغم محاولات الإدارة لتحديد الحد الأقصى اليومي بـ30 ألف زائر، يؤكد العاملون أن ذلك لم ينجح في تقليل الضغط.
ظروف العمل غير إنسانية.. ونقص في الخدمات الأساسية
أفاد موظفون من أقسام الأمن والتذاكر والإرشاد بأن بيئة العمل باتت مرهقة جسديًا، مع قلة مناطق الراحة، ونقص شديد في المرافق مثل الحمامات. كما يساهم الهرم الزجاجي في احتباس الحرارة، ما يجعل العمل داخل المتحف خانقًا خلال أشهر الصيف.
تهديدات للمقتنيات الفنية.. وتحذيرات من الإدارة
في مذكرة داخلية مسربة، حذرت رئيسة المتحف، لورانس دي كار، من أن بعض أجزاء المبنى لم تعد مانعة لتسرب المياه، وأن تقلب درجات الحرارة قد يهدد الأعمال الفنية النادرة. كما وصفت تجربة الزائر الحالية بأنها “محنة جسدية”، في ظل تدهور الخدمات مثل اللافتات والإرشاد، وقلة أماكن الطعام والراحة، بما لا يتوافق مع المعايير الدولية.