المحتويات
تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق مشروع “قطار حلم الصحراء” في عام 2026، في خطوة تُعد نقلة نوعية نحو ترسيخ موقعها كوجهة رائدة في السياحة الفاخرة على مستوى الشرق الأوسط. يمتد مسار القطار لأكثر من 1200 كيلومتر عبر قلب الصحراء، رابطًا بين عدد من المدن السعودية الرئيسية، مثل الرياض، حائل، والقريات، ليمنح الزائرين فرصة لاكتشاف الجمال الطبيعي والثقافي للمملكة بأسلوب راقٍ وبيئة مستدامة.
دمج بين الحداثة والتراث
يمثل القطار مزيجًا متناغمًا بين التكنولوجيا المتقدمة والهوية السعودية الأصيلة، ويُعد الأول من نوعه في المنطقة من حيث الفخامة والتجهيزات. يتضمن المشروع عزلًا صوتيًا عالي الجودة، وأنظمة طاقة صديقة للبيئة، ومرافق تُحاكي في تصميمها روح العمارة التقليدية، مستوحاة من مدن مثل مدائن صالح والعلا وحائل.
شراكات استراتيجية بتصميم سعودي الهوية
وجاء تطوير القطار نتيجة شراكة استراتيجية بين شركة الخطوط الحديدية السعودية (SAR) ومجموعة “أرسينالي” الإيطالية المتخصصة في القطارات الفاخرة، بعقد بلغت قيمته 200 مليون ريال سعودي (53.33 مليون دولار). كما شاركت وزارة الثقافة والهيئة السعودية للسياحة في تصميم المشروع، لضمان تجسيد الهوية السعودية في أدق التفاصيل.
رفاهية متنقلة بـ34 جناحًا فاخرًا
يتألف القطار من 14 عربة فاخرة تضم 34 جناحًا مصممًا بأعلى المعايير العالمية. وتم تصميم المساحات الداخلية من قبل المهندسة المعمارية ألين أسمر دمان بالتعاون مع استوديو Culture in Architecture، لتجسد مزيجًا من الفخامة والدفء المحلي، حيث تتزين المجالس بمشغولات يدوية ونقوش تقليدية، فيما تضيف الألوان الرملية والمنسوجات الفاخرة طابعًا صحراويًا أنيقًا.
تجربة بثلاثة أيام.. بين الاستكشاف والاسترخاء
يوفّر “قطار حلم الصحراء” رحلة تمتد لأيام تبدأ من الرياض إلى القريات، مرورًا بحائل، وتجمع بين ساعة طويلة من التنقل المريح و24 ساعة من الأنشطة السياحية والثقافية. تشمل الرحلة ورش عمل للحرف التقليدية، عروضًا حية، وزيارات لأبرز المعالم التاريخية والطبيعية، ما يجعلها تجربة متكاملة للمسافر الباحث عن العمق والراحة معًا.
مطاعم راقية ومقهى للقهوة العربية
خلال الرحلة، يمكن للركاب التمتع بخيارات متعددة من الطعام مطاعم فاخرة تُقدّم أطباقًا سعودية وعالمية من إعداد نخبة من الطهاة المحليين والعالميين. وتتوفر أيضًا صالة شوكولاتة ومقهى للقهوة العربية، بالإضافة إلى صالات تطل على مناظر بانورامية، تُضفي بعدًا شاعريًا للتجربة.
أثر اقتصادي وثقافي طويل الأمد
لا يقتصر المشروع على تقديم تجربة سياحية فاخرة، بل يسهم أيضًا في دعم الاقتصاد الوطني عبر خلق آلاف فرص العمل، واستقطاب استثمارات جديدة، وتعزيز السياحة الداخلية والدولية. كما يمثل القطار أداة ثقافية متنقلة تروّج لتراث المملكة وتنوعها الجغرافي الغني، بأسعار تناسب مختلف الشرائح الاجتماعية.