في قلب صيف 2025، وتحديدًا بين شهري يوليو وأغسطس، تتحول مدينة جدة إلى مسرح عالمي للمهارة والدقة والتركيز، حيث تستضيف المملكة العربية السعودية بطولتَيْ العالم للبلياردو وبطولة الماسترز للسنوكر، بمشاركة أبرز لاعبي العالم، وبجوائز مالية هي الأكبر في تاريخ اللعبتين.
البلياردو والسنوكر
الحدث ليس عابرًا، بل هو ثمرة شراكة استراتيجية طويلة الأمد بين الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر وشركة “ماتشروم” العالمية، تمتد لعشر سنوات، بإشراف وزارة الرياضة، وضمن جهود المملكة لتمكين رياضات النخبة وتعزيز الحضور السعودي في المشهد الرياضي العالمي، وفق رؤية 2030.
في نهاية يوليو، وبالتحديد من 21 إلى 26، تستضيف الصالات الخضراء في جدة النسخة الثانية من بطولة العالم للبلياردو. أكثر من 100 لاعب عالمي يتنافسون على جائزة تبلغ مليون دولار أمريكي، من بينهم أبطال معروفون مثل الروسي فيدور جورست، والإسباني فرانسيسكو سانشيز رويز، والأمريكي المخضرم شين فان بونينغ.
قصة نجاح جديدة في جدة
وقبل أن يخفت صدى كرات البلياردو، تبدأ الإثارة من جديد في أغسطس، مع بطولة الماسترز للسنوكر، التي تعد واحدة من أقوى أربع بطولات في عالم السنوكر. في الفترة من 8 إلى 16 أغسطس، يدخل 128 لاعبًا محترفًا إلى طاولات المنافسة، إلى جانب 16 لاعبًا سعوديًا شابًا، حصلوا على بطاقات دعوة خاصة تمهيدًا لبروزهم على الساحة الدولية.
وبجوائز مالية تبلغ 2 مليون جنيه إسترليني، تسجل جدة ثاني أغلى حدث في روزنامة السنوكر العالمية لعام 2025.
في تصريحات رسمية، عبّر ناصر الجعويني، رئيس الاتحاد السعودي للبلياردو والسنوكر، عن فخره بتنظيم الحدثين، قائلاً: “إنها خطوة تُثبت قدرة المملكة على تنظيم البطولات الكبرى بكفاءة عالمية، وتمثل فرصة حقيقية لتطوير اللاعبين السعوديين”.
من جانبها، أكدت إميلي فريزر، الرئيس التنفيذي لشركة ماتشروم، أن المملكة قدّمت في النسخة الماضية تجربة استثنائية للاعبين والجمهور على حد سواء، مضيفة: “السعودية اليوم لاعب رئيسي في مستقبل رياضات البلياردو والسنوكر”.
كذلك شدد ستيف داوسون، رئيس جولة السنوكر العالمية، على أن “وجود السعودية في جدول البطولات الكبرى أصبح أمرًا طبيعيًا، بل ضروريًا”، مشيرًا إلى الحماس لمشاهدة لاعبين سعوديين على منصات التتويج قريبًا.
ما يحدث هذا الصيف في جدة ليس مجرد استضافة رياضية، بل هو فصل جديد في قصة صعود السعودية كمركز عالمي للرياضات النوعية، ونافذة تطل منها مواهب محلية على آفاق جديدة، وسط اهتمام عالمي متزايد بكفاءة التنظيم، وحجم الحضور، وجدية الاستثمار في الرياضة.