منذ أواخر أبريل، يواجه مطار نيوارك ليبرتي الدولي أزمة تشغيلية خانقة أوقفت مئات الرحلات وعرقلت آلاف المسافرين، في واحدة من أسوأ الفترات التي يمر بها المطار في تاريخه الحديث. وتبدو بوادر الانفراج بعيدة، مع تحذيرات أطلقتها شركة يونايتد إيرلاينز من أن الأزمة مرشحة للاستمرار خلال موسم السفر الصيفي.
أزمة مطار نيوارك الأمريكي
بدأت الاضطرابات تأخذ منحى تصاعديًا منذ 26 أبريل الماضي، بعدما كان متوسط الإلغاءات لا يتجاوز أربع رحلات يوميًا خلال النصف الأول من الشهر، ليقفز لاحقًا إلى قرابة 39 رحلة ملغاة في اليوم. وبلغت ذروة التدهور في 5 مايو، حين أُلغيت 68 رحلة، وهو أعلى رقم يُسجل منذ بداية الأزمة. كما تراجعت نسبة الرحلات المغادرة في موعدها من 80% إلى نحو 63%، ما جعل نيوارك من بين أقل المطارات التزامًا بالمواعيد في الولايات المتحدة.
في قلب هذه الأزمة يكمن نقص حاد في عدد مراقبي الحركة الجوية، خصوصًا في مركز مراقبة الاقتراب الراداري الطرفي في فيلادلفيا، المسؤول عن إدارة الطائرات القادمة إلى نيوارك. هذا المركز يعاني من عجز كبير في الكوادر، ما ينعكس مباشرة على قدرة المطار على التعامل مع حجم الحركة الجوية.
وتواجه إدارة الطيران الفيدرالية تحديًا وطنيًا يتمثل في نقص يتجاوز 3,000 مراقب جوي، وهي فجوة لن يكون سدّها سهلاً ولا سريعًا، وفق تقديرات مختصين. رغم ذلك، أطلقت الإدارة مبادرات متعددة، من بينها رفع الرواتب الابتدائية للمتدربين بنسبة 30%، وتقديم مكافآت إضافية للطلاب والخريجين، إلى جانب حوافز للمراقبين الذين يؤجلون تقاعدهم.