شهد مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية في نسخته الـ21، المقام في ساحة واجهة صبيا بمنطقة جازان، حضورًا جماهيريًا لافتًا من مختلف الفئات، حيث أتاح للزوار، خصوصًا الأطفال، فرصة استكشاف عالم الفواكه الاستوائية داخل “خيمة المانجو”، التي صممت بأسلوب تفاعلي لتعريفهم بأنواع الفواكه وأهميتها البيئية، مع تذوق نكهات المانجو المتنوعة والمشاركة في مسابقات مشوّقة.
كما قدّم مسرح المهرجان عروضًا عائلية جذابة شملت ألعاب الخفة، والعروض الحركية، والمسابقات الملونة التي أضفت أجواءً من البهجة والتفاعل. واحتضن المهرجان ورش عمل تعليمية ركّزت على تعزيز المعرفة الزراعية للأطفال، وأهمية الفواكه ضمن النظام الغذائي الصحي.
رعاية كريمة وافتتاح رسمي من سمو أمير المنطقة
برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، انطلقت فعاليات مهرجان المانجو والفواكه الاستوائية في نسخته الحادية والعشرين لعام 2025م، بتنظيم من فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة، وذلك على واجهة محافظة صبيا.
وافتتح سموه المعرض المصاحب للمهرجان، واطّلع خلال جولة موسّعة على مشاركة 60 مزارعًا يعرضون أفضل محاصيل المانجو والفواكه الاستوائية التي تشتهر بها المنطقة، ومنها البابايا، والموز، والتين، والجوافة، والقشطة.
شراكات حكومية ودعم متنوع للمزارعين
واطلع سموه كذلك على أجنحة الجهات الحكومية المشاركة، والتي تهدف إلى تعريف المزارعين والزوار ببرامج الدعم والخدمات الزراعية المتنوعة، بما يسهم في تعزيز استدامة الزراعة في المنطقة. كما استمع سموه لشرح من محافظ صبيا، الدكتور سلطان بن عجمي بن منيخر، أوضح فيه أهداف المهرجان في توظيف المقومات الزراعية التي تزخر بها منطقة جازان، وتحفيز المزارعين نحو إنتاج محاصيل ذات قيمة اقتصادية عالية.
مشاركة مؤسسية واسعة وجناح لوزارة الداخلية
وفي إطار الجولة، افتتح الأمير محمد بن ناصر جناح وزارة الداخلية، وتجوّل في أركانه، متعرفًا على ما تقدمه قطاعات الوزارة من خدمات في سياق المشاركة الفاعلة ضمن فعاليات المهرجان.
تعداد زراعي ضخم وإنتاج وفير
من جانبه، ألقى المهندس محمد بن علي آل عطيف، المدير العام لفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بمنطقة جازان، كلمة أكد فيها أن المنطقة تحتضن أكثر من 20,321 مزارعًا، يزرعون ما يزيد عن 3 ملايين شجرة من ستة أنواع من الفواكه الاستوائية، بإنتاج سنوي يتجاوز 118,000 طن، ما يجعل المنطقة واحدة من أبرز مواطن هذه الفواكه في المملكة.
برامج “ريف” ودعم مستدام للقطاع الزراعي
وسلط آل عطيف الضوء على الجهود الحكومية في دعم القطاع الزراعي، مشيرًا إلى أن برنامج التنمية الريفية المستدامة “ريف” استقبل أكثر من 8,791 طلب دعم منذ انطلاقه، شملت دعم الأصول والإنتاج والأنشطة الإرشادية. كما تجاوز عدد الورش والندوات الميدانية 1,000 فعالية، ما يعكس التزام الوزارة بتأهيل المزارعين وتعزيز الاستقرار في هذا القطاع الحيوي.
مشاريع زراعية نوعية وجذب للاستثمار
وأعلن آل عطيف عن تخصيص مدينتين زراعيتين؛ الأولى تحت مسمى “مدينة الكاجو وفاكهة نجمة العالم” بمساحة تفوق مليون متر مربع، والثانية “مدينة الفواكه الاستوائية” بمساحة مماثلة، إضافة إلى تنفيذ مشروع مركز للخدمات التسويقية بقيمة تجاوزت 22 مليون ريال، بهدف تشجيع الاستثمار المحلي والدولي في قطاع الفواكه الاستوائية.
حضور خليجي ومشاركة رسمية موسعة
واختتم آل عطيف بالإشارة إلى أن مهرجان هذا العام تميز بمشاركة واسعة من منظومة وزارة الداخلية، والمركز الوطني لأبحاث وتطوير الزراعة “استدامة”، والهيئة الملكية للجبيل وينبع، إلى جانب مشاركات خليجية من الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وبلغ عدد المشاركين في المعرض المصاحب للمهرجان نحو 100 جهة ومزارع.
إشادة بدور المهرجان في تعزيز التنمية الزراعية
من جانبه، عبّر سمو أمير منطقة جازان عن تقديره للجهود المبذولة في تنظيم المهرجان، مشيدًا بدوره في دعم وتنمية القطاع الزراعي، وتحفيز المزارعين نحو التوسع في زراعة الفواكه الاستوائية، ومثمنًا تكامل الجهات الحكومية في تحقيق الأهداف التنموية للمنطقة.