في قاعة مضيئة بجامعة الملك عبدالعزيز في جدة، وعلى هامش لقاء إنساني قبل أن يكون إدارياً، احتضنت منطقة مكة المكرمة لقاءً جمع بين صندوق الشهداء والمصابين والأسرى والمفقودين وعدد من مستفيديه.
لقاءٌ بدا بسيطًا في شكله، لكنه عميق في أهدافه، هدفه الأساسي هو الاقتراب من الناس الذين قدّموا أو فقدوا الكثير.
لم يكن اللقاء تقليديًا، فقد حرص صندوق الشهداء على أن يتضمن أركانًا مستقلة لكل برنامج من برامجه المتنوعة، لضمان أن يفهم المستفيد تمامًا ما له من حقوق وما يمكنه الحصول عليه.
فمن برامج الإسكان إلى الصحة، ومن التعليم والتدريب إلى البرامج الدينية وجودة الحياة، كان لكل ركن من الأركان متخصصون يجيبون عن الأسئلة، ويشرحون التفاصيل، ويوجهون الحضور.
تمكين حقيقي
يركز الصندوق، بحسب القائمين عليه، على التمكين العملي للمستفيدين، لا مجرد الدعم المادي أو المعنوي، وهذا يتجلى في الاهتمام ببرامج دعم التوظيف، والإرشاد المهني، والتعليم، والتدريب، في محاولة لبناء مستقبل أكثر استقرارًا لأسر الشهداء والمصابين والمفقودين.
تواصل مستمر وتطوير دائم
اللقاء في جدة ليس الأول من نوعه، فالصندوق ينظّم لقاءات دورية في مختلف المناطق، بهدف الوقوف على التحديات الحقيقية، والاستماع إلى المقترحات، وتحديث برامجه بما يتلاءم مع الواقع. فكما يقول أحد مسؤولي الصندوق: “لسنا جهة تقديم خدمات فقط، نحن شركاء حياة مع من قدّموا أرواحهم فداءً لهذا الوطن”.
رؤية تنموية… وإنسانية
يتجلى من اللقاء، أن الرؤية التي يعمل بها الصندوق لا تقف عند تعويض الضرر، بل تتطلع إلى تحقيق جودة حياة كريمة للمستفيدين، تنفيذًا لتوجيهات القيادة، ووفاءً لمن ضحّى.
في ختام اللقاء، غادر المستفيدون وفي أيديهم كتيبات تعريفية، وفي أذهانهم إجابات، وفي قلوبهم شيء من الطمأنينة بأنهم ليسوا وحدهم، وأن هناك من يعمل لأجلهم بالفعل، لا بالكلام.