الثروة البيئية وسواحل البحر الأحمر .. في إطار جهود المملكة للحفاظ على ثرواتها الطبيعية، نفذ المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية مشروعاً طموحاً لمسح 64 موقعاً على سواحل البحر الأحمر. اعتمد المشروع على منهجية علمية متكاملة شملت تقييم التنوع الأحيائي ومراقبة المؤشرات البيئية، مع التركيز على رصد التغيرات في درجات حرارة المياه التي تؤثر مباشرة على النظم البيئية البحرية.
أحدث التقنيات لإجراء المسح
استخدم الفريق البحثي أحدث التقنيات العلمية في عملية المسح، بما في ذلك أجهزة قياس دقيقة لرصد درجات حرارة المياه في 37 موقعاً رئيسياً. كما تم تطوير نظام تصنيف للمناطق الساحلية حسب درجة حساسيتها البيئية، مع إعطاء أولوية قصوى للمناطق ذات الحساسية البيئية العالية التي تضم نظماً إيكولوجية فريدة.
المناطق المستهدفة وأهميتها البيئية
شملت مناطق المسح البيئي عدة نظم إيكولوجية حساسة، أبرزها: الشعاب المرجانية التي تعتبر من أكثر النظم البحرية تنوعاً، مناطق تعشيش السلاحف البحرية المهددة بالانقراض، محطات استراحة وتغذية الطيور المهاجرة، بالإضافة إلى غابات المانجروف التي تلعب دوراً حيوياً في حماية السواحل وتثبيت الكربون.
وأسفر المسح عن تطوير خريطة تفصيلية للمناطق ذات الحساسية البيئية العالية، والتي ستشكل أساساً لخطط الحماية والإدارة المستدامة. كما سيتم استخدام هذه البيانات لوضع استراتيجيات فعالة لحماية هذه النظم الإيكولوجية، مع التركيز على مواجهة التحديات البيئية مثل التغير المناخي والضغوط البشرية، بما يضمن الحفاظ على هذه الثروات الطبيعية للأجيال القادمة.