اللون الأرجواني هو أحد الألوان التي ارتبطت بالفخامة والترف والغموض، ويعتبر من الألوان المفضلة للكثيرين حول العالم، لكن، هل تساءلت يومًا عن حقيقة هذا اللون الساحر؟، وفقًا لدراسة حديثة، فإن اللون الأرجواني، الذي يعشقه العديد من الأشخاص، ليس موجودًا فعليًا في الطبيعة، بل هو مجرد “خدعة بصرية” يصنعها الدماغ البشري.
كيف يحدث ذلك؟
عندما ترى اللون الأرجواني، فإنك في الحقيقة لا ترى طولًا موجيًا واحدًا من الضوء، بل مزيجًا من اللونين الأحمر والأزرق، الأحمر والأزرق هما لونان متناقضان في الطيف الضوئي، يقعان في طرفي قوس قزح.
العين البشرية غير قادرة على معالجة هذين اللونين معًا بشكل طبيعي، وعندما يلتقي اللونان، يصعب على الدماغ تفسير هذا التناقض، لذلك يقوم الدماغ بخلق لون وسطي جديد بينهما، وهو اللون الأرجواني الذي نراه.
لماذا يفعل الدماغ ذلك؟
يقول العلماء إن الدماغ البشري لا يستطيع التعامل مع الألوان المتناقضة بشكل طبيعي، لذا يختلق هذا اللون كحل وسط، هذا يشبه إلى حد كبير عملية ثني عصا مستقيمة بحيث تلتقي أطرافها، والنتيجة هي اللون الأرجواني، الذي يحبه الجميع، رغم أنه ليس “حقيقيًا” بالمعنى الفيزيائي.
هل يعني ذلك أن الأرجواني كذبة؟
ليس تمامًا، فالأرجواني حقيقي في إدراكنا البصري ويُعتبر جزءًا من تجربتنا الحسية، إلا أن حقيقته الفيزيائية تتناقض مع ما نراه، مما يجعله من الألوان السحرية التي تجمع بين العلم والفن.
الأرجواني هو مثال رائع على كيفية “اختراع” الدماغ لبعض الأشياء التي نعتقد أنها حقيقية، لكنها في الواقع مجرد نسخة عقلية مدهشة من العالم من حولنا.
رغم أن الأرجواني ليس موجودًا في الواقع بالطريقة التي نعتقدها، إلا أنه يعتبر من أكثر الألوان سحرًا وجاذبية، ويعكس القدرة الرائعة للدماغ البشري على خلق الواقع وفقًا لرؤيته الخاصة، وهو دليل آخر على أن عقولنا لا ترى العالم كما هو، بل تصنع نسختها الخاصة من خلال التفسير البصري المعقد.