تحتفل المملكة العربية السعودية في 20 مارس من كل عام باليوم العالمي للسعادة، الذي حدَّدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 12 يوليو 2012، تأكيدًا على أهمية السعادة والرفاهية كقيمتين عالميتين تسعى البشرية لتحقيقهما. وفي هذا اليوم، تتألق المملكة كمثالٍ متميز في السعي لتحقيق رفاهية شعبها، حيث حققت تقدمًا ملحوظًا في مؤشر السعادة على الصعيدين العربي والعالمي، متقدمة بخطوات كبيرة نحو تعزيز مستوى سعادة مواطنيها وجودة حياتهم.
المملكة في مؤشر السعادة
منذ إطلاق تقرير مؤشر السعادة العالمي في 2011، تتصدر المملكة مراتب متقدمة، حيث حلت في المركز 24 عالميًا في تقرير 2024. وبذلك، تظل المملكة من الدول الأكثر تحسنًا في السعادة عالميًا، مما يعكس جهودها الحثيثة في تحسين جودة حياة مواطنيها. ويعتمد التقرير على عدة معايير، منها: الناتج المحلي الإجمالي للفرد، مستوى الدعم الاجتماعي، متوسط العمر الصحي المتوقع، الحرية في اتخاذ القرارات، جودة الحياة الحضرية، ومستوى الفساد في الإدارات. كما يقيس المؤشر الثقة بين الأفراد والمؤسسات، واستدامة البيئة الطبيعية، بالإضافة إلى المشاعر الإيجابية والسلبية مثل السعادة والقلق.
المملكة على خارطة السعادة
تسعى المملكة العربية السعودية لأن تكون شعبها “الأسعد في العالم”، وذلك من خلال مبادرات وخطط استراتيجية تندرج تحت رؤية 2030. وقد حققت المملكة نتائج إيجابية في مؤشر السعادة العالمي خلال الأعوام من 2017 حتى 2024. ففي تقرير عام 2024، الذي شمل 143 دولة، جاءت المملكة في المركز الـ28 عالمياً والثالث عربياً، متقدمة بذلك على العديد من الدول.
إنجازات المملكة برنامج “جودة الحياة”
من خلال برنامج “جودة الحياة” الذي أُطلق في 2018، حققت المملكة تقدمًا كبيرًا في تحسين معايير الحياة. كأحد برامج رؤية 2030، وفي عام 2024، قفزت المملكة من المركز 44 إلى المركز 43 عالمياً في مؤشر الدعم الاجتماعي، كما تقدمت 13 مرتبة في مؤشر الكرم لتحتل المركز الـ51 بعد أن كانت في المركز الـ64 عالمياً.
معدل السعادة وسوق العمل السعودي
بلغ معدل سعادة السعوديين في عام 2024 نسبة 82%، وفقاً لتقرير الأمم المتحدة. كما حصل كبار السن السعوديين (60 سنة فأكثر) على المركز الـ27 عالمياً والثالث عربياً في فئة أكثر المسنين سعادة.
كما أظهر مؤشر “إكسبات إنسايدر 2024″، أن السعودية جاءت في المركز الثاني عالميًا في مؤشر العمل في الخارج، الذي يقيس رضا العاملين المغتربين عن الأجور وساعات العمل ومرونته، حيث جاءت المملكة بعد الدنمارك مباشرة، متقدمة على بلجيكا وهولندا ولوكسمبورج والإمارات. وأشار التقرير إلى أن 55% من المغتربين قيموا سوق العمل السعودي بشكل إيجابي، بينما أكد 75% أن الانتقال إلى المملكة قد حسّن آفاق حياتهم المهنية، وهي نسبة أعلى من المعدل العالمي البالغ 56%.
رؤية وطنية للسعادة
يرتكز طموح المملكة على رؤية واضحة لبناء وطن أكثر ازدهارًا يتمتع فيه كل مواطن بحياة كريمة، حيث أكد سمو الأمير محمد بن سلمان عن أن السعودية لن تقبل إلا أن تكون في طليعة دول العالم، مدفوعة بالتعليم، الرعاية الصحية، فرص العمل، والترفيه
تطور ترتيب المملكة في مؤشر السعادة
شهدت المملكة تطوراً ملحوظاً في ترتيبها على مؤشر السعادة منذ عام 2016، حيث تحسنت مراكزها بشكل مستمر: حيث احتلت المركز 37 في عام 2016، وصعدت إلى المركز 33 عام 2017، ثم المركز 28 عام 2018، ويليها المركز 27 في 2019، ثم قفزت إلى المركز 21 في 2020، وحققت المركز 26 في 2021، ثم صعدت إلى المركز 25 في 2022، والمركز 30 عام 2023، وصعدت إلى المركز 24 عام 2024.
واليوم العالمي للسعادة ليس مجرد مناسبة للاحتفال، بل هو فرصة للتأمل في كيفية تحقيق السعادة الشخصية ونشرها بين الآخرين. فالسعادة ليست هدفاً بعيد المنال، بل هي رحلة يومية نصنعها من خلال الامتنان للتفاصيل الصغيرة، والعطاء، وعيش اللحظة الحالية بوعي، فالسعادة هي حالة من الرضا والرفاهية النفسية والجسدية. ويمكن تعريفها بأنها ازدهار أو رفاهية – حسب موسوعة ستانفورد للفلسفة – أو كحالة نفسية تشبه الهدوء والاستقرار.
ورغم اختلاف تعبيرات السعادة بين الثقافات، لكنها تبقى قيمة إنسانية عالمية. فالسعادة تعزز الصحة العقلية والجسدية، وتساعد الأفراد على التعامل مع الضغوط الحياتية، مما يجعلها عنصراً أساسياً في بناء مجتمعات سليمة ومزدهرة.