المحتويات
لطالما كانت النقوش والكتابات التاريخية مرآة تعكس تطور الأمم وتوثّق مسيرتها عبر الزمن. في المملكة العربية السعودية، تشكّل النقوش الصخرية والكتابات الإسلامية شواهد حية على جذور العلم السعودي، حيث ارتبطت رموزه بالعقيدة الإسلامية والانتماء الوطني منذ عصور مبكرة،وفقًا لـ”العربية”.
الرموز في النقوش الصخرية.. دلالات القوة والانتماء
كشف المختصون في الآثار عن نقوش صخرية تمتد جذورها إلى عصور ما قبل الإسلام، تحمل رموزًا استخدمتها القبائل كعلامات ملكية وهوية ثقافية، مثل الهلال، والمغزل، والدلو، والمخاطيف. هذه الرموز لم تكن مجرد أشكال عابرة، بل جسّدت القوة والانتماء بين المجتمعات القبلية.
الرايات في التاريخ الإسلامي وأثرها على العلم السعودي
مع بداية العهد النبوي، حمل رسول الله ﷺ رايتين، بيضاء وسوداء، لترمز إلى الهوية الإسلامية الناشئة. خلال العصور اللاحقة، تبنّى الأمويون الراية البيضاء، بينما رفع العباسيون الراية السوداء تيمنًا بعمامة النبي ﷺ، مما كرّس الرموز الإسلامية كجزء أساسي من هوية الدول الإسلامية.
نقوش صخرية تعكس تطور راية التوحيد
عبر المواقع الأثرية في المملكة، كشفت النقوش الصخرية عن كتابات عربية وإسلامية تضمنت الشهادتين، مما يعكس انتشار التوحيد وارتباطه الوثيق بالهوية الإسلامية، وهو ما مهّد لاعتماد عبارة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” على الراية السعودية منذ تأسيس الدولة السعودية الأولى عام 1157هـ (1744م) على يد الإمام محمد بن سعود.
تطور العلم السعودي وصولًا إلى شكله الحالي
عند توحيد المملكة عام 1351هـ (1932م)، اعتمد الملك عبد العزيز آل سعود العلم السعودي بشكله الحديث، مع تثبيت الشهادتين بخط عربي واضح، وإضافة السيف العربي تحته كرمز للقوة والعدل. بقي خط الثلث المستخدم في كتابة الشهادتين عنصرًا رئيسيًا، ما أضفى على العلم طابعًا يجمع بين الجمال والفخامة والأصالة.
النقوش في المعالم الوطنية.. إرث تاريخي يخلّد مسيرة العلم
تحمل المعالم الوطنية السعودية شواهد تاريخية توثّق مسيرة العلم، مثل قصر المصمك في الرياض، الذي يضم نقوشًا تروي فترة توحيد المملكة، والعملات والمسكوكات السعودية التي حملت كتابات مستوحاة من العلم. كذلك، زخارف القصور والمساجد التاريخية تضم نقوشًا إسلامية تحمل الشهادتين، مما يعزز الهوية الدينية والوطنية للدولة.
يوم العلم.. احتفاء برمز خالد وتاريخ مجيد
يوم العلم السعودي ليس مجرد مناسبة وطنية، بل محطة لاستذكار مسيرة عظيمة حملت رموزها النقوش والكتابات عبر التاريخ. يظل العلم السعودي شاهدًا على قوة المملكة وهويتها الإسلامية، ورمزًا لمستقبل مشرق يجمع بين الأصالة والتجدد.