عوض الشهري: المملكة مسجل بها 500 نوع من الطيور.. عسير وحدها تضم 300 نوع بينها أنواع نادرة أبرزها العقعق العسيري المهدد بالانقراض.. التنوع الشجري أحد مميزات المملكة.. ورؤية 2030 تستهدف زراعة 10 مليارات شجرة
جذبته البيئة البكر في المملكة العربية السعودية، وفتنته كنوزها النادرة التي قل أن يوجد مثل لها في العالم، فانطلق بعدسته ليقتنص لقطات قل أن تراها في هذا المجال، لترصد عيناه المولعة بالطبيعة أنواعا نادرة من الطيور النادرة المهددة بالانقراض في المملكة، ليستحق لقب “قنّاص الدرر” جدارة.
استحقت مسيرته أن تحصد العديد من التكريمات، حيث تم تكريمه بجائزة الناشط البيئي المميز من قبل وزارة البيئة والزراعة والمياه للعام ٢٤، وكذلك من قبل بلدية محافظة الخبر وفازت بعض صوره وأفلامه القصيرة في بعض المسابقات الفوتوغرافية، كما نُشرت بعض أعماله في مجلات مختصة من مثل مجلة ناشيونال جيوجرافيك العربية، كما فاز فيلمه الخاص “النسور السمراء في عسير” بالمركز الأول في مسابقة الوعي البيئي.
يحكي المصور السعودي عوض الشهري، عضو جمعية حماية الطيور بالمملكة عن تجربته في حديثه لـ”تفاعل” فيقول: إن البداية كانت من الشغف بمفهوم الصورة ومدى ما تقدمه لنا من عمق فهم تعني لنا الذكريات والماضي فالصورة هي أداة تستطيع إيقاف الزمن، ومن خلالها يمكن العودة للماضي وتذكر اللحظات مهما كانت.
ويعتبر الشهري أن البيئة التي ولد ونشأ فيها السبب والدافع الكبير لهذا المجال، حيث وُلد في المنطقة الجنوبية من المملكة العريية السعودية وهي منطقة ذات طبيعة ساحرة ومتنوعة تزخر بمظاهر الحياة الطبيعية وشتى أنواع المخلوقات بل هي فريدة وتتفرد بما لا يوجد في غيرها من المناطق الأخرى.
ويقول المصور السعودي، إن عسير من المناطق الجبلية والتي تضم في جوانبها أودية وغابات ومناطق طبيعية بكر، وهي كذلك تضم سفوحا ومنحدرات ممتدة تساعد على تواجد كم كبير من الكائنات والنباتات، وهي تضم تنوعا حيويا وفطريا قل أن نشاهده نظيره في آماكن اخرى.
يكشف “الشهري” أيضًا عن كنوز المملكة النادرة فيقول، إن الطيور المسجلة في المملكة تقارب ٥٠٠ نوع، وفي عسير وحدها أكثر من ٣٠٠ نوع، حيث توجد في عسير أنواع نادرة من الطيور ولاتوجد في مكان اخر في المملكة وحتى العالم، وتأتي على رأسها العقعق العسيري وهو مهدد بالانقراض، وكذلك نقار الخشب العربي، وشمعي المنقار العربي، والنعار العربي.
وعن دور “جمعية حماية الطيور” في المملكة التي حصل على عضويتها، يقول “الشهري” إن الجمعية تهدف إلى حماية الطيور في المملكة ونشر الوعي بأهميتها ودورها في التوازن البيئي، حيث إنها وقعت مذكرة تفاهم مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية وكذلك شاركت الجمعية في عدة ورش من أهمها ورشة تفعيل اتفاقية الأراضي الرطبة في المملكة، وتهدف الجمعية مستقبلا لتوقيع عدد من الشراكات والاتفاقيات مع عديد من الجهات لتفعيل دورها والمساهمة في تحقيق أهدافها.
وعن طبيعة الحياة الفطرية المملكة يقول “الشهري”: إن المملكة ينظر إليها باعتبارها منطقة صحراوية خالية من مظاهر الحياة الفطرية والطبيعية، بينما هي على العكس من ذلك وماتم رصده ومشاهدته يثبت أنها تزخر بالحياة الطبيعية والفطرية المتنوعة فجغرافيا المملكة متنوعة مابين صحاري وجبال وشواطئ، وهذا التنوع الجغرافي يتبعه تنوع فطري وطبيعي.
وتعتبر المملكة من ضمن مسارات هجرة الطيور التي تمر فوق سمائها كل عام، وفي الصحاري تتواجد أنواع محددة من الطيور بينما تتكاثر أنواع اخرى في قمم الجبال وتخوض أخرى في المناطق الرطبة والشواطئ الضحلة وهذا التنوع قل نجده وسببه بالطبع التنوع الجغرافي في المملكة.
وتختلف بيئات المملكة، لذا تتنوع فيها الأشجار بحسب البيئات فالصحاري والمناطق الرملية توجد بها الأشجار التي تتحمل درجات الحرارة العالية والعطش كالسدر والسمر وغيرها بينما تغطي الجبال أنواع متعددة من الأشجار المعمرة كالعرعر والطلح وتنتشر أشجار اخرى حول الشواطئ والخلجان من مثل المانغروف، وتسعى المملكة من خلال رؤيتها الطموحة ٢٠٣٠ إلى أن تزرع على أراضيها عشرة مليار شجرة.