شهدت ولاية المصنعة في سلطنة عمان، في 2 ديسمبر الماضي، الحدث الأبرز عالمياً في تاريخ رياضة الإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، مع انطلاق النسخة الأولى من بطولة العالم للإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة 2025، والتي أقيمت في مدرسة المصنعة للإبحار الشراعي بمنتجع بارسيلو المصنعة، جاء حفل الافتتاح تحت رعاية صاحب السمو السيد عزان بن قيس آل سعيد، رئيس اللجنة الأولمبية العمانية، بحضور عدد من الشخصيات الرياضية الرسمية، بالإضافة إلى الوفود المشاركة من مختلف أنحاء العالم.
البطولة العالمية للإبحار الشراعي

تعد هذه البطولة هي الأكبر من نوعها في تاريخ رياضات الإبحار الشراعي المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، حيث تجمع 155 مشاركاً من 37 دولة، إضافة إلى المدربين ومسؤولي السباقات، يُعتبر هذا العدد القياسي انعكاساً للنمو السريع الذي تشهده هذه الرياضة على المستوى العالمي، ويؤكد مكانة سلطنة عمان كمحور رئيسي لاستضافة البطولات الدولية المرموقة.
فئات القوارب والمنافسات
تتنافس الفرق المشاركة في البطولة ضمن أربع فئات معتمدة دولياً للقوارب:
قوارب آر.اس فنتشر (RS Venture Connect) للمصنفين بارالمبياً.
قوارب فار إيست (FarEast 28Rs) المخصصة لفئة السباقات للمكفوفين.
قوارب هانسا 303 (Hansa 303) المفتوحة لجميع البحّارة.
قوارب إلكا 6 (ILCA 6) للأولمبياد الخاص لذوي الإعاقات الذهنية.
وتُشارك سلطنة عمان بفعالية في هذه البطولة من خلال برنامج “أبحر بحرّية” المدعوم من شركة بي.بي عُمان. في فئة آر.اس فنتشر، يشارك فريقان يمثلان سلطنة عمان: الفريق الأول يضم البحّارين حسن اللواتي وزاهر العتبي، بينما يتكوّن الفريق الثاني من عادل السيابي والغالية الجابرية. كما يشارك في فئة هانسا 303 عدد من البحّارة الشباب العُمانيين، مثل علي الغسيني وسلطان الوهيبي ومالك القرطوبي.
برنامج تدريبي لدعم الدول الناشئة

في إطار تحفيز الدول الناشئة في رياضة الإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة، نظم الاتحاد الدولي للإبحار برنامجًا تدريبيًا مكثفًا خلال الفترة من 30 نوفمبر إلى 2 ديسمبر. ركز البرنامج على رفع كفاءة المدربين، وتعزيز مهارات البحّارة، إضافة إلى دعم الدول في تطوير برامج وطنية خاصة لهذه الرياضة عبر ورش عمل نظرية وعملية. هذا التوجه يُظهر الاهتمام العالمي المتزايد بتطوير رياضة الإبحار للأشخاص ذوي الإعاقة.
رسالة إنسانية ورؤية عالمية
أكدت هانا ستوديل، مديرة برنامج الإبحار البارالمبي في الاتحاد الدولي للإبحار، أن البطولة تمثل محطة تاريخية في مسيرة رياضة الإبحار الشراعي للأشخاص ذوي الإعاقة. وقالت: “إنها تؤكد أن الإبحار هو رياضة للجميع دون استثناء، وقد لمسنا حماسًا كبيرًا من المشاركين، ونحن متفائلون بمستقبل هذه الرياضة.”
من جانبها، أعربت مريم بنت علي الجديدية، مدير أول مشاريع الفعاليات في “عمان للإبحار”، عن فخرها بتنظيم هذا الحدث التاريخي، مشيرة إلى أن البطولة تُعزز من مكانة سلطنة عمان في استضافة البطولات العالمية، وتعكس اهتمام السلطنة بتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة.
الفعاليات المصاحبة: السياحة والاقتصاد المحلي

تتزامن البطولة مع مجموعة من الفعاليات السياحية التي تتيح للوفود الدولية استكشاف أبرز المعالم الطبيعية والتراثية في سلطنة عمان، بما في ذلك جزر الديمانيات، محافظة مسقط، وولايات الرستاق ونزوى. كما تم تدشين قرية للسباقات التي تحتضن منتجات محلية من المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتُبرز الثقافة العمانية والحرف التقليدية.
التأكيد على الدور الاجتماعي والاقتصادي للرياضة
تهدف هذه الفعاليات إلى دعم المجتمع المحلي وتعزيز التكامل بين الرياضة والسياحة والاقتصاد، بما يتماشى مع رؤية عمان 2040 الرامية إلى جعل الرياضة رافدًا للتنمية المستدامة. كما ستستمر السباقات من 4 إلى 8 ديسمبر، على أن يُختتم الحدث بحفل تكريم الفائزين في 8 ديسمبر برعاية معالي الدكتورة ليلى بنت أحمد النجار، وزيرة التنمية الاجتماعية.
شركاء النجاح
تُقام البطولة تحت مظلة الاتحاد الدولي للإبحار الشراعي، وبالتعاون مع اللجنة العمانية للرياضات العمانية، وزارة الثقافة والرياضة والشباب، وزارة التراث والسياحة، مكتب محافظ جنوب الباطنة، وعدد من الشركاء الاستراتيجيين من القطاعين العام والخاص، مثل منتجع بارسيلو المصنعة، شركة أوكسي عمان، الشركة الوطنية للمرطبات (تنوف)، وشركة مزون للألبان.
نبذة عن عُمان للإبحار

تأسست عمان للإبحار عام 2008، تحت مظلة الشركة العمانية للتنمية السياحية (مجموعة عُمران). تهدف إلى إحياء التراث البحري العماني وتعزيز مكانة سلطنة عمان عالميًا من خلال رياضة الإبحار. وتهدف المؤسسة إلى تمكين الشباب العماني عبر برامج تطويرية تهدف إلى تحقيق الريادة في هذا المجال، مما يساهم في تعزيز السياحة والاقتصاد الوطني.



















