سجّل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض إنجازًا طبيًا غير مسبوق، بعد نجاحه في زراعة أصغر جهاز منظم دائم لضربات القلب لمولودة حديثة الولادة لا يتجاوز وزنها 2 كيلوغرام، في خطوة تُعد إنقاذًا للحياة وتُبرز قدرات المستشفى في التعامل مع أعقد الحالات القلبية لدى فئة الأطفال حديثي الولادة.
ويأتي هذا الإنجاز بعد تعاون تقني وطبي وثيق بين الفريق الجراحي بالمستشفى والشركة المصنّعة للجهاز، حيث جرى تطوير نسخة معدّلة تناسب صغر حجم المريضة، بما يضمن أعلى درجات الأمان والدقة أثناء الزراعة، ويوفّر للطفلة فرصة آمنة للنمو دون مضاعفات مستقبلية مرتبطة بالنبض أو وظائف القلب.
أول حالة من نوعها في آسيا وأفريقيا… وضمن 85 حالة فقط عالميًا
يمثل نجاح العملية إضافة نوعية لرصيد النجاحات الطبية التي يحققها “التخصصي”، إذ تُعد هذه الحالة الأولى من نوعها في آسيا وأفريقيا، وإحدى الحالات النادرة عالميًا التي لم يتجاوز عددها 85 حالة، ما يعكس ريادة المستشفى في تقديم رعاية قلبية متقدمة للفئات الأكثر حساسية، خاصة حديثي الولادة منخفضي الوزن.
تفاصيل الحالة ومسار التدخل الطبي
وكانت المولودة – التي لم تتجاوز أربعة أسابيع من عمرها – قد خضعت سابقًا لعملية إصلاح عيب خلقي معقد في القلب، تكللت بالنجاح. إلا أن الفريق الطبي لاحظ لاحقًا ظهور اضطراب حاد في التوصيل الكهربائي بين حجرات القلب أدى إلى ضعف شديد في النبض، مما استدعى اتخاذ قرار عاجل بزراعة منظم نبضات دائم لضمان استقرار وتيرة ضربات القلب والحفاظ على سلامة الوظائف الحيوية.
وبفضل الخبرات الدقيقة للفريق الطبي وتقنيات الزراعة المتقدمة، جرى تركيب الجهاز المعدّل بنجاح، مما أدى إلى استقرار فوري في حالة الطفلة، وفتح الباب أمام فرص نمو طبيعية دون الحاجة إلى أجهزة خارجية أو تدخلات متكررة.
خطوة تعزّز مستقبل الرعاية القلبية لحديثي الولادة
ويمثل نجاح الزراعة تحولًا مهمًا في أساليب علاج الأطفال حديثي الولادة المصابين باضطرابات التوصيل الكهربائي، إذ يساعد الجهاز الجديد على:
تقليص فترة التنويم في المستشفى
الحد من مخاطر العدوى المرتبطة بالأجهزة المؤقتة
تجنب المشكلات الناتجة عن كبر حجم أجهزة تنظيم النبض التقليدية
تحسين جودة الحياة للمرضى منذ الأيام الأولى للولادة
ويؤكد هذا الإنجاز قدرة الفريق الطبي في “التخصصي” على التوسع في استخدام الابتكارات الدقيقة التي توفر نتائج عصرية ورعاية آمنة ومبتكرة للأطفال الأكثر هشاشة، كما يعكس المكانة المتقدمة للمملكة في مجال الرعاية القلبية التخصصية.

















