يُعد مشروع وسط جدة واحدًا من أضخم مشاريع التطوير الحضري في المملكة العربية السعودية، حيث يمثل خطوة استراتيجية لتحويل مدينة جدة إلى وجهة عالمية تجمع بين الثقافة والترفيه والاستثمار، بما يتماشى مع مستهدفات رؤية السعودية 2030.
ويرى الخبراء الاقتصاديون أن المشروع يمثل خريطة طريق لصناعة الاستثمارات النوعية داخل المملكة، ويعكس توجه الدولة نحو تعزيز مكانة جدة كمركز حضاري وسياحي واقتصادي متكامل.
تفاصيل مشروع وسط جدة
أُطلق المشروع في عام 2021 بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء، ليكون أحد أبرز المشاريع الوطنية في مجال التطوير الحضري.
يمتد المشروع على مساحة 5.7 مليون متر مربع، ويتضمن شاطئًا رمليًا بطول 2.1 كيلومتر، كما يضم نحو 17 ألف وحدة سكنية و2700 غرفة فندقية، إلى جانب مناطق تجارية ومكاتب إدارية ومحال تجارية ومراكز تسوق كبرى، ما يجعله مجتمعًا متكاملًا يعزز نمط الحياة العصري ويجذب السياحة والاستثمار.
مراحل تنفيذ مشروع وسط جدة
يتألف المشروع من ثلاث مراحل رئيسية تمتد حتى ما بعد عام 2030، وتشمل:
المرحلة الأولى (حتى عام 2027)
تشكل 45% من مساحة المشروع، وتركز على إنشاء المعالم الرئيسية، مثل دار الأوبرا، الاستاد الرياضي، والأحواض المائية، إلى جانب تطوير الشاطئ العام والمرسى البحري، بما يخلق تجربة سياحية وثقافية متكاملة.
المرحلة الثانية
تغطي 36% من المساحة الكلية، وتركز على إنشاء بيئة تعليمية وثقافية متكاملة تتضمن المتحف والمكتبة ومرافق تعليمية مبتكرة، ما يعزز من الدور الثقافي والمعرفي لجدة.
المرحلة الثالثة
تشمل 19% من مساحة المشروع، وتهدف إلى تحسين جودة الحياة من خلال إنشاء قرية فنية وممرات خضراء، تساهم في تعزيز المشهد الحضري والبيئي للمشروع.
استثمارات ضخمة تدعم الاقتصاد الوطني
في فبراير 2024، تم توقيع عقود إنشائية بقيمة 12 مليار ريال سعودي لتنفيذ ثلاثة معالم رئيسية ضمن المرحلة الأولى من المشروع، وهي الاستاد، دار الأوبرا، والأحواض المائية إلى جانب المرافق الأساسية.
وتشير التقديرات إلى أن مشروع وسط جدة سيُسهم عند اكتماله في إضافة نحو 50 مليار ريال إلى الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب توفير آلاف فرص العمل للمواطنين، مما يعزز دوره كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي والسياحي في المملكة.