واصلت أسعار النفط تراجعها، اليوم الثلاثاء، وسط تقييم المستثمرين للمؤشرات التي تشير إلى تفاقم فائض المعروض، وذلك قبل المحادثات التجارية المرتقبة بين الولايات المتحدة والصين في وقت لاحق من هذا الأسبوع.
أسعار النفط
انخفض خام “برنت” إلى ما دون 61 دولارًا للبرميل، بعد تراجعه بنسبة 0.5% يوم أمس، فيما استقر خام “غرب تكساس الوسيط” قرب مستوى 57 دولارًا. هذه التحركات تأتي في وقت يواجه فيه السوق تزايدًا في الإمدادات وتباطؤًا في نمو الطلب.
ووفقًا لبيانات شركة “فورتكسا” (Vortexa)، ارتفعت كميات النفط الخام المحمولة على الناقلات في البحر إلى مستوى قياسي، مما يعكس استمرار المنتجين في ضخ المزيد من البراميل إلى السوق في الوقت الذي يعاني فيه النمو في الطلب من تباطؤ واضح. هذا التفوق في الإمدادات يعمق المخاوف من وجود فائض في السوق، وهو ما يزيد الضغوط على الأسعار.
تتوقع “وكالة الطاقة الدولية” أن يشهد العام المقبل فائضًا قياسيًا في إمدادات النفط، وذلك نتيجة لزيادة الإنتاج من تحالف “أوبك+” والمنتجين خارج المجموعة. ورغم محاولات تقليص الإنتاج من بعض الدول الأعضاء في “أوبك+”، إلا أن الزيادة المستمرة من منتجين آخرين قد تساهم في استمرار التوترات في الأسواق النفطية.
وفي تصريحات لـ”بلومبرغ”، قال بوب ماكنالي، مؤسس ورئيس مجموعة “رابيدان إنرجي غروب” (Rapidan Energy Group)، إن نمو الإمدادات يسير بوتيرة أسرع ثلاث مرات من نمو الطلب، مشيرًا إلى أن السوق سيشهد على المدى القصير تخمة في المعروض. ويُتوقع أن تكون هذه التخمة لها تأثيرات سلبية على الأسعار إذا لم تتحقق أي تحسنات في الطلب أو الاتفاقات التجارية بين الدول الكبرى.
تظل الأسواق النفطية في حالة ترقب حذر، حيث يعتمد العديد من المحللين على تطورات المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والصين لتحديد الاتجاهات المستقبلية للطلب العالمي على النفط. في الوقت نفسه، تبقى الزيادة المستمرة في الإمدادات من عوامل الضغط الرئيسية على الأسعار.