في خطوة إنسانية لافتة تعكس الدور البارز الذي تلعبه المملكة العربية السعودية في تحسين الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، باشرت الفرق الفنية التابعة للمركز السعودي للثقافة والتراث، الشريك التنفيذي لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أعمال تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الخاصة بمحطات تحلية المياه في منطقة خان يونس.
السعودية تواصل دعمها الإنساني في غزة
يأتي هذا المشروع الهام في إطار برنامج “الوصول إلى مياه الشرب من خلال إنشاء أربع محطات تحلية في محافظتي خان يونس والوسطى”، الممول بالكامل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي يعد أحد أبرز المبادرات الإنسانية السعودية في المنطقة.
ويهدف المشروع إلى توفير مياه شرب آمنة ونظيفة لسكان غزة، خصوصًا في المخيمات التي تعاني من نقص حاد في المياه، وفي المناطق التي تواجه صعوبة في الوصول إليها بسبب استمرار النزاع وتدهور البنية التحتية.
ويعد هذا المشروع بمثابة حجر الزاوية في استراتيجية المملكة لتوفير الدعم الإنساني لشعب غزة في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة ظروفًا إنسانية قاسية جراء الحصار المستمر والعمليات العسكرية التي أضعفت النظام الصحي والبنية التحتية بشكل عام.
دور المملكة البارز في تحسين البنية التحتية المائية
وقد اختارت المملكة مواقع المحطات الأربعة بعناية، مع مراعاة الكثافة السكانية في المخيمات، لضمان استفادة أكبر عدد من السكان في المناطق الأكثر احتياجًا. ويمثل استخدام الطاقة الشمسية لتشغيل المحطات جزءًا من استراتيجية المملكة لضمان استدامة هذا المشروع، حيث يقلل ذلك من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية، التي غالبًا ما تشهد انقطاعًا بسبب الحصار وإغلاق المعابر.
تؤكد هذه المبادرة مرة أخرى التزام المملكة العربية السعودية العميق بتقديم المساعدات الإنسانية للشعوب المتضررة، ليس فقط من خلال تقديم المعونات الطارئة، بل عبر مشاريع مستدامة تسهم في تحسين الأوضاع المعيشية على المدى الطويل.
سلسلة من المشاريع الحيوية
ويُعد مشروع تحلية المياه في غزة جزءًا من سلسلة من المشاريع التي ينفذها مركز الملك سلمان للإغاثة في القطاع، والتي تهدف إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في مجالات المياه والصحة والإيواء. ويدعم المركز من خلال هذه المشاريع القطاعات الحيوية التي تشكل حاجة ملحة للسكان في غزة، في ظل ما يواجهه القطاع من تحديات كبيرة جراء الأزمات المستمرة.
من خلال هذه المبادرة وغيرها، تؤكد المملكة العربية السعودية ريادتها في المجال الإنساني ودورها الاستراتيجي في دعم الشعب الفلسطيني، الذي يعاني من ظروف استثنائية تتطلب تدخلاً عاجلاً ومستمراً لتخفيف معاناته.