تشهد سماء المملكة العربية السعودية والمنطقة العربية خلال ساعات ما قبل فجر الثلاثاء، ظاهرة فلكية مميزة تتمثل في ذروة زخة شهب الجباريات (Orionids)، والتي تُعد من أبرز الظواهر السنوية التي يترقبها هواة الفلك ومحبو السماء حول العالم.
سماء المملكة
وأوضح رئيس الجمعية الفلكية بجدة، المهندس ماجد أبو زاهرة، أن الظروف الجوية هذا العام تعتبر مثالية للرصد، إذ يغرب القمر قبل الفجر، ما يوفر سماءً مظلمة وبيئة مشاهدة مثالية لمراقبة الشهب دون عوائق ضوئية.
ما هي زخة الجباريات؟
زخة الجباريات تنشط سنويًا خلال الفترة من 2 أكتوبر إلى 7 نوفمبر، وتبلغ ذروتها في ليلة 20 إلى 21 أكتوبر، حيث يُتوقع أن تُرى نحو 20 شهابًا في الساعة من المواقع البعيدة عن أضواء المدن. وتنبعث هذه الشهب من بقايا المذنب الشهير “هالي”، الذي يدور حول الشمس ويظهر كل 76 عامًا، على أن يكون ظهوره القادم في يوليو 2061.
كيفية المشاهدة
وبيّن أبو زاهرة أن أفضل وقت للرصد هو بعد منتصف الليل وحتى الفجر، وأن الشهب ستبدو منبعثة من جهة كوكبة الجبار (Orion) الواقعة نحو الأفق الجنوبي الشرقي، لكن يمكن رؤيتها في أجزاء متفرقة من السماء.
وأشار إلى أن الرؤية لا تتطلب معدات فلكية معقدة، بل يكفي التوجه إلى موقع مظلم بعيد عن التلوث الضوئي، واختيار مكان يتيح زاوية رؤية واسعة نحو الأفق، حيث يمكن الاستمتاع بعرض سماوي خلاب، وربما مشاهدة شهب تترك ذيولًا مضيئة في السماء.
دعوة للاستمتاع والتأمل
تُعد الظاهرة فرصة مثالية للعائلات وهواة الفلك للاستمتاع بمشهد سماوي نادر، يذكّر بجمال الطبيعة وعجائب الكون، كما تسهم في نشر الوعي الفلكي وتشجيع الأجيال على مراقبة السماء والتعرف على ظواهرها.
زخة الجباريات تُعتبر من بقايا المذنب “هالي”، وتحدث عندما تدخل الأرض في مسار الغبار الذي خلّفه هذا المذنب في مداره حول الشمس، وتخترق جزيئات الغبار الغلاف الجوي بسرعات عالية، فتشتعل وتظهر كشهب لامعة في السماء.