شهدت المدينة المنورة خلال عام 2025 تطورًا لافتًا في قطاع السياحة، لتصبح من أبرز الوجهات السعودية جذبًا للزوار من داخل المملكة وخارجها.
هذا الازدهار جاء نتيجة جهود حكومية واستثمارات متواصلة تهدف إلى تعزيز مكانة المدينة كوجهة دينية وثقافية واقتصادية متكاملة، ضمن رؤية السعودية 2030 التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل القومي وتقليل الاعتماد على النفط.
مشروعات تطويرية تعيد رسم ملامح المدينة
تواصل المدينة المنورة تنفيذ مشروعات كبرى للبنية التحتية والسياحة، شملت افتتاح فنادق ومنتجعات عالمية وتطوير المرافق العامة ووسائل النقل والخدمات الذكية في محيط المسجد النبوي والمناطق التاريخية.
كما تعمل الجهات المختصة على الحفاظ على الطابع التراثي والعمراني للمدينة مع دمج التقنيات الحديثة لتحسين تجربة الزائر وتعزيز الاستدامة السياحية.
ارتفاع متواصل في أعداد الزوار
سجلت المدينة المنورة خلال عام 2025 نموًا ملحوظًا في أعداد الحجاج والمعتمرين والسياح، بفضل التسهيلات في التأشيرة الإلكترونية وتطوير المطارات والمنافذ البرية.
وبحسب تقديرات القطاع السياحي، بلغت نسب الإشغال الفندقي مستويات مرتفعة تجاوزت 80% خلال مواسم الذروة، وهو من أعلى المعدلات على مستوى المنطقة.
كما ساهمت المبادرات الرقمية الذكية التي أطلقتها وزارة السياحة وهيئة تطوير المدينة في تحسين تجربة الزوار عبر تطبيقات الإرشاد والحجز الموحد والخدمات التفاعلية.
أثر اقتصادي ونمو في فرص العمل
الطفرة السياحية انعكست إيجابًا على الاقتصاد المحلي، حيث شهدت قطاعات الضيافة والنقل والتجزئة نموًا مستمرًا في حجم الإنفاق السياحي.
كما أسهم توسع الأنشطة السياحية في خلق آلاف فرص العمل للشباب في مجالات الفنادق والمطاعم والإرشاد والخدمات المساندة.
ووفق تقديرات رسمية، ارتفعت مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي للمملكة إلى نحو 6% عام 2025، ما جعل السياحة أحد أبرز محركات النمو الاقتصادي الوطني.
توازن فريد بين الأصالة والتطور
تسعى المدينة المنورة إلى أن تكون نموذجًا يجمع بين قدسيتها التاريخية وتطورها العصري، من خلال تطوير مشاريع تحافظ على الطابع الديني والثقافي للمدينة وتقدم خدمات حديثة تناسب جميع الزوار.
ويجري العمل على تأهيل عدد من المواقع التاريخية البارزة مثل جبل أحد ومناطق الغزوات، إلى جانب مبادرات لإحياء الأسواق التراثية وتنظيم فعاليات ثقافية متنوعة على مدار العام.
المدينة المنورة ورؤية السعودية 2030
تأتي هذه التحولات ضمن رؤية السعودية 2030 التي تستهدف استقبال 150 مليون زائر سنويًا بحلول نهاية العقد، وتعد المدينة المنورة ركيزة محورية لتحقيق هذا الهدف لما تمتلكه من مقومات روحية وتاريخية تجعلها وجهة عالمية فريدة.
وأكدت وزارة السياحة السعودية استمرار الجهود لتطوير القطاع وجعله أحد أعمدة التنمية الاقتصادية المستدامة من خلال تحسين جودة الخدمات، وتوسيع البنية التحتية، وجذب الاستثمارات المحلية والأجنبية.