بدأ آلاف النازحين الفلسطينيين في العودة إلى منازلهم المدمرة في مختلف مناطق قطاع غزة، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ ظهر يوم الجمعة. خطوة تاريخية قد تكون بداية لنهاية الحرب المستمرة منذ عامين بين الطرفين.
عودة آلاف الفلسطينيين
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن فرق الإنقاذ انتشلت نحو مئة جثة من المناطق التي شهدت قصفًا مكثفًا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، في خطوة أولى ضمن الخطة التي تقودها الولايات المتحدة لإنهاء هذا الصراع المدمر.
مشاهد العودة: دموع وأمل
في مشهد إنساني مؤثر، بدأت حشود كبيرة من الفلسطينيين في التحرك شمالاً نحو مدينة غزة، بينما شقّ آخرون طريقهم عبر خان يونس في الجنوب. ورغم مشاعر الفقدان التي تجسدها المنازل المدمرة، عبّر العديد من العائدين عن مشاعر الأمل والفرح بعودتهم إلى أراضيهم، وإن كانت الظروف التي يجدونها صعبة للغاية.
وفي تصريحات لـ وكالة الأنباء الألمانية، وصف بعض العائدين مشهد العودة بالمؤلم، حيث اكتشفوا أن أحيائهم قد دُمّرت بالكامل بفعل الغارات الجوية الإسرائيلية. إلا أن آخرين، رغم فقدانهم لمنازلهم، عبّروا عن شكرهم للفرصة التي منحت لهم للعودة إلى وطنهم الذي هُجّروا منه قسرًا.
المساعدات الإنسانية واستئناف الحياة
وفي سياق متصل، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه قد أتم انسحابًا جزئيًا من بعض المناطق، إلا أنه لا يزال يسيطر على نحو نصف أراضي قطاع غزة، وهو ما سيؤثر على عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل تدريجي. كما دعا الجيش الإسرائيلي سكان غزة إلى تجنب التوجه إلى المناطق التي لا تزال تحت سيطرته حفاظًا على سلامتهم.
وتأتي هذه العودة في إطار المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي نصت على انسحاب القوات الإسرائيلية من المدن الرئيسية في القطاع، مع استئناف دخول المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح بعض الأسرى الفلسطينيين.
ضمانات دولية لوقف الحرب بشكل نهائي
من جانبها، أكدت حركة حماس على أن الإدارة الأميركية والوسطاء الدوليين قدموا ضمانات لإنهاء الحرب بشكل كامل. القيادي في الحركة، خليل الحية، قال في تصريحات صحفية: “لقد تلقينا ضمانات دولية من الأطراف المعنية لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار، ونأمل أن تكون هذه العودة بداية مرحلة جديدة من الاستقرار لإعادة بناء ما دُمّر”.
الأمل في مرحلة جديدة من إعادة الإعمار
بينما تنتظر العائلات الفلسطينية العودة بشكل كامل إلى حياتهم الطبيعية، يضع الفلسطينيون آمالًا كبيرة على المرحلة المقبلة التي سيعقبها إعادة إعمار ما دُمّر، وسط توقعات ببدء مساعدات دولية قريبا. يأمل الجميع أن تكون هذه بداية لتحول إيجابي بعد سنوات من المعاناة والحروب المتتالية.
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، يبدأ الفلسطينيون العودة إلى مناطقهم المحطمة. وبينما تنبض شوارع غزة بآمال جديدة، تبقى الأسئلة حول المستقبل معلقّة، ولكن الأمل في السلام لا يزال حياً في قلوب جميع الفلسطينيين.
