يشهد الأدب الياباني حضورًا متناميًا في المشهد الثقافي العربي، بوصفه جسرًا ثقافيًا يُقرّب القارئ العربي من عوالم الشرق الآسيوي، حيث تتقاطع الرمزية العميقة مع دهشة التفاصيل اليومية، وتلتقي الفلسفة بالتأمل الشعري في سرد فريد.
معرض الرياض للكتاب

وخلال جولة لـ”واس” في معرض الرياض الدولي للكتاب، التقت بعدد من الناشرين والمهتمين بالأدب الياباني، من أبرزهم عبدالله خلف العنزي، مؤسس دار منشورات فوجي، التي تتخصّص في ترجمة ونشر الأدب الياباني، والذي أكد أن الإقبال على هذا النوع من الأدب في تصاعد مستمر، لا سيما بين فئة الشباب.
الأدب الياباني أقرب من الغربي
وقال العنزي إن الأدب الياباني يتميز بـ”العمق والتنوع”، وأنه بات أقرب للقارئ الخليجي من الأدب الغربي، لما يحمله من تشابه في الاهتمامات الروحية والإنسانية، موضحًا أن القارئ العربي بات يُولي اهتمامًا كبيرًا بجودة الترجمة، ويفضّل القصص الحصرية التي تحمل طابعًا خاصًا من حيث البناء والمعالجة.
وأضاف:”معرض الرياض لا يكتفي بعرض النص الياباني، بل يُعيد تشكيله بلغة تحاكي وجدان القارئ العربي، دون أن تفقد روح النص الأصلية.”
الأنيمي والكتب المصوّرة

وبيّن العنزي أن قصص الأنيمي والكتب المصوّرة اليابانية (المانغا) تعد من أكثر الإصدارات التي تستقطب زوار المعرض، ليس فقط بسبب محتواها البصري اللافت، بل لما تحمله من مضامين فلسفية وإنسانية عميقة، ما يجعلها أدبًا حقيقيًا في ثوب عصري.

من جهتهم، أشار عدد من زوار المعرض إلى أن ما يقدّمه الأدب الياباني و”الأنيمي” للشباب العربي يتجاوز السرد التقليدي، ليُلامس النفس البشرية عبر الإيقاع الداخلي والتأمل الرمزي، حيث تتناول هذه الأعمال قضايا إنسانية عالمية مثل الوحدة، والهوية، والمصير، بأسلوب سردي شاعري.
“حكايا فوجي”: رمزية الشرق تُروى بلغة عربية
تُعد إصدارات “حكايا فوجي” من أبرز العناوين التي حظيت بإعجاب الزوار، لما تقدمه من محتوى ياباني بترجمة عربية دقيقة، تحافظ على نكهة النص الأصلي، وتعكس في الوقت ذاته روح القارئ المحلي، في تجربة أدبية أصبحت عنوانًا للانفتاح الثقافي والاهتمام المتزايد بالأدب الآسيوي.
