في قلب العاصمة الرياض، تنبض حديقة الملك سلمان كأيقونة خضراء ومتحف مفتوح للثقافات والفنون، تجمع بين سحر الطبيعة وروح الإبداع، لتروي للعالم قصة مدينة خضراء بلا حدود. إنها ليست مجرد حديقة، بل وجهة سياحية وثقافية عالمية تجسّد رؤية المملكة 2030 نحو بيئة مستدامة ومجتمع نابض بالحياة.
منذ تدشين المشروع في عام 2019، تواصل الحديقة كتابة فصول جديدة من قصة سعودية لا تعرف المستحيل، على مساحة تتجاوز 16 كيلومترًا مربعًا، لتصبح واحدة من أكبر الحدائق الحضرية في العالم. تمتد المساحات الخضراء فيها على أكثر من 11 كيلومترًا مربعًا، وتحتضن أكثر من مليون شجرة من الأنواع المحلية المتكيفة مع بيئة الرياض، لتشكل لوحة فنية طبيعية تتناغم فيها الحياة والهدوء.
مدينة خضراء بتقنيات المستقبل
تعتمد حديقة الملك سلمان على تقنيات بناء حديثة تُبرز التزامها بالاستدامة، من أبرزها الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي تُستخدم في إنشاء الأكشاك والمرافق العامة ومساحات الاستراحة المنتشرة داخل الحديقة. هذه التقنية تسهم في تسريع وتيرة الإنشاء مع الحفاظ على جودة التصميم والبناء، لتقدم نموذجًا عالميًا يجمع بين التطور البيئي والهندسي في آنٍ واحد.
تجارب فنية وثقافية في الهواء الطلق
تحوّلت “حديقة الفنون” إلى متحف فني مفتوح، تمتزج فيه المنحوتات والأعمال الإبداعية مع النباتات والبحيرات، لتغدو الطبيعة نفسها جزءًا من معرض فني دائم. أما الجسور المعلقة التي تعبر فوق المياه، فتمنح الزوار إطلالات بانورامية مدهشة على أرجاء الحديقة، وتضفي على التجربة بعدًا جماليًا يجمع بين التصميم الحديث وروح الطبيعة.
غابة مركزية وحدائق متخصصة
في قلب الحديقة تمتد الغابة المركزية، التي تشكّل نواة الحياة الخضراء فيها، وتُحيط بها حدائق فرعية، لكل منها طابعها الخاص من النباتات والأشجار المحلية. هذه الحدائق تمثل بوابات طبيعية تربط الزوار بالمكان، وتقدّم تجارب متنوعة تعكس ثراء البيئة السعودية وتنوّعها الحيوي.
مشتل الزوار.. رحلة من البذرة إلى الجذر
من أبرز محاور المشروع “مشتل الزوار” بمساحة تبلغ نحو 7800 متر مربع، ويضم أكثر من 82 ألف شجرة وشجيرة. هنا يمكن للزوار التعرف على مراحل نمو النباتات منذ البذور وحتى اكتمال الجذور، في تجربة تعليمية تفاعلية تمزج بين الترفيه والمعرفة، وتعزز الوعي بأهمية التنوع البيولوجي.
تجربة متكاملة من لحظة الوصول
حتى المواقف في حديقة الملك سلمان صُممت لتكون جزءًا من التجربة. ثمانية مبانٍ متوزعة استراتيجيًا تربط الزوار بمناطق الحديقة المختلفة، وتدمج بين المواقف والخدمات العامة بأسلوب عصري يعكس روح المكان. منذ لحظة الدخول وحتى الانطلاق بين الممرات الخضراء، يعيش الزائر تجربة متكاملة من الانسجام بين الإنسان والطبيعة.
وجهة سياحية عالمية بروح سعودية
تقدّم حديقة الملك سلمان مفهومًا جديدًا للمدينة الحديثة التي تعانق الطبيعة دون أن تفقد ملامحها الثقافية. فهي تجمع بين المساحات الخضراء الواسعة، والمرافق الفنية والثقافية مثل متحف الثقافات العالمية، المسرح الوطني، ومركز الفنون التقليدية، إلى جانب المرافق الرياضية والترفيهية التي تجعلها وجهة متكاملة لكل الأعمار.
إنها باختصار، مدينة خضراء تنبض بالحياة، ومتحف طبيعي مفتوح يجمع ثقافات العالم في قلب الرياض، لتصبح حديقة الملك سلمان علامة فارقة في مسيرة التنمية السعودية، ونموذجًا عالميًا يلهم المدن الأخرى نحو مستقبلٍ أكثر استدامة وجمالًا.