وطن أكثر ازدهارًا.. تعيش المملكة العربية السعودية اليوم مرحلة تحول غير مسبوقة في تاريخها، حيث انتقلت من الاعتماد على الاقتصاد النفطي إلى التنويع الاقتصادي وابتكار مدن ذكية ومشاريع عملاقة تغير ملامح المستقبل.
رحلة المملكة من الصحراء إلى نيوم تجسد الطموح الوطني في بناء اقتصاد متين ومستدام يعزز مكانتها العالمية.
وطن أكثر ازدهارًا
النمو الاقتصادي والتطور الهيكلي
بلغ الناتج المحلي الإجمالي للمملكة عام 2024 حوالي 1.1 تريليون دولار، مع نمو متوقع يصل إلى 3.5% سنويًا خلال السنوات القادمة.
تشكل القطاعات غير النفطية نحو 70% من الاقتصاد الوطني، مقابل أقل من 50% قبل 10 سنوات، ما يدل على نجاح جهود التنويع الاقتصادي.
سجلت السعودية أكثر من 15 مليون موظف في سوق العمل، مع زيادة نسب توظيف السعوديين في القطاع الخاص بنسبة 12% خلال السنوات الأخيرة.
نيوم: المدينة الذكية العملاقة

تم إطلاق مشروع نيوم في عام 2017، وهو مشروع اقتصادي ضخم تبلغ تكلفته الاستثمارية نحو 500 مليار دولار.
تمتد نيوم على مساحة 26,500 كيلومتر مربع (حوالي حجم بلجيكا)، وتقع على البحر الأحمر شمال غرب المملكة.
تستهدف نيوم توفير أكثر من 380,000 فرصة عمل عند اكتمال المشروع في 2030.
تعتمد نيوم على الطاقة المتجددة بنسبة 100%، مع خطط لتطوير شبكة ذكية متكاملة للتحكم في الطاقة والمياه والنقل.
يشمل المشروع عدة قطاعات استراتيجية، منها السياحة، التقنية، الطاقة النظيفة، التنقل الذكي، والرعاية الصحية الرقمية.
مشاريع تنموية عملاقة أخرى
مشروع البحر الأحمر السياحي: يستهدف تطوير أكثر من 90 جزيرة وشواطئ بحرية بطول 2000 كيلومتر مربع، بميزانية تجاوزت 10 مليارات دولار، لتصبح وجهة سياحية بيئية عالمية.
مدينة القدية الترفيهية: تستثمر المملكة فيها حوالي 17 مليار دولار، وتضم مراكز ترفيهية ورياضية من الطراز العالمي، ومن المتوقع جذب أكثر من 17 مليون زائر سنويًا بحلول عام 2030.
مشروع تطوير المدن الذكية: في إطار رؤية 2030، تم تخصيص أكثر من 30 مليار دولار لتطوير البنية التحتية الرقمية في مختلف المدن السعودية، مع التركيز على تقنيات الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.
الاستثمار في الطاقة المتجددة
السعودية تخطط لزيادة الطاقة المتجددة إلى أكثر من 58.7 جيجاوات بحلول عام 2030، منها 40 جيجاوات من الطاقة الشمسية، و16 جيجاوات من طاقة الرياح.
تم استثمار أكثر من 30 مليار دولار حتى الآن في مشاريع الطاقة النظيفة، مع خطط لتحويل ما يصل إلى 50% من استهلاك الطاقة الصناعية إلى مصادر متجددة.
التعليم والابتكار
بلغت ميزانية التعليم عام 2024 حوالي 60 مليار ريال سعودي (نحو 16 مليار دولار)، مع تركيز كبير على تطوير المهارات التقنية والهندسية.
أنشأت المملكة أكثر من 30 مركزًا للابتكار وريادة الأعمال، ورفعت نسبة إنفاق البحث والتطوير إلى 1.5% من الناتج المحلي الإجمالي، مقارنة بـ0.8% قبل خمس سنوات.
تستهدف رؤية 2030 رفع تصنيف الجامعات السعودية في التصنيفات العالمية إلى ضمن أفضل 200 جامعة.
التأثير الاجتماعي
ارتفعت نسبة السعوديين المشاركين في سوق العمل إلى 60%، مع توفير برامج تدريب وتأهيل متقدمة.
زادت نسبة المشاركة النسائية في سوق العمل من 20% إلى 35% خلال خمس سنوات.
تم بناء آلاف الوحدات السكنية وتطوير المدن لتلبية احتياجات النمو السكاني الذي تجاوز 36 مليون نسمة.
المملكة تمضي بخطوات ثابتة

تمضي المملكة العربية السعودية بخطى ثابتة نحو بناء مستقبل أكثر ازدهارًا وتنويعًا، من خلال الاستثمار الضخم في المشاريع العملاقة مثل نيوم وغيرها، والتي تعكس رؤية طموحة لجعل المملكة مركزًا عالميًا للابتكار والتقنية والسياحة والطاقة المتجددة. هذه الأرقام والإحصائيات توضح كيف تحولت المملكة من بلد صحراوي يعتمد على النفط إلى قوة اقتصادية متكاملة، ووجهة متقدمة في المدن الذكية والمشاريع التنموية.