وصلت إلى العاصمة السعودية الرياض أولى الرحلات المباشرة القادمة من مدينة جوانزو الصينية عبر شركة خطوط جنوب الصين الجوية، وذلك في مطلع سبتمبر 2025. ومن المقرر تشغيل هذا المسار بمعدل أربع رحلات أسبوعياً، ليكون إضافة جديدة إلى شبكة الوجهات الدولية للمملكة.
وأكدت الشركة أن تدشين هذا المسار الجديد جاء بالتعاون مع برنامج الربط الجوي، والهيئة السعودية للسياحة، ومطارات الرياض، في خطوة تستهدف تلبية الطلب المتزايد على السفر بين السعودية والصين. كما يأتي بعد النجاح الذي حققته الرحلات المباشرة بين الرياض ومدينة شنجن الصينية، ما يعكس حرص الشركة على توسيع خيارات النقل الجوي بين البلدين.
ومن المتوقع أن يسهم الخط الجديد في إضافة أكثر من 86 ألف مقعد سنوياً، مما يعزز الطاقة الاستيعابية لحركة السفر، ويدعم تطلعات الجانبين نحو تعميق التعاون الثنائي في مجالات السياحة، التجارة، والثقافة.
إعفاء مواطني الخليج من تأشيرة الصين
تزامناً مع إطلاق المسار الجوي الجديد، دخلت الصين مرحلة جديدة من الانفتاح على المنطقة، حيث بدأت في توسيع سياسة الإعفاء من التأشيرات لمواطني دول مجلس التعاون الخليجي، اعتباراً من التاسع من يونيو 2025 وحتى يونيو 2026.
ويشمل هذا القرار مواطني السعودية، الكويت، البحرين، وسلطنة عُمان، بما يسهم في تسهيل التنقل بين الجانبين ويعزز التدفقات السياحية نحو الوجهات الصينية. واعتبرت خطوة الإعفاء من التأشيرة مؤشراً على تنامي العلاقات الثنائية، ودافعاً إضافياً لتعزيز التعاون السياحي والثقافي بين دول الخليج والصين.
دعم استراتيجيات السياحة والطيران في المملكة مع الصين
يمثل الخط الجديد إضافة مهمة إلى جهود برنامج الربط الجوي، الذي يعمل على دعم مستهدفات الاستراتيجية الوطنية للسياحة والاستراتيجية الوطنية للطيران، من خلال توسيع شبكة الوجهات الدولية وتفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
ويهدف البرنامج إلى جعل المملكة مركزاً عالمياً للربط الجوي، ووجهة سياحية متقدمة تجذب ملايين الزوار من مختلف أنحاء العالم. كما يسهم في فتح أسواق جديدة، وتعزيز التدفقات السياحية والاقتصادية، بما يدعم مكانة السعودية على خريطة السياحة الدولية.
نحو مرحلة جديدة من التعاون السعودي مع الصين
تعكس هذه التطورات، من تدشين خط جوانزو–الرياض المباشر إلى قرار الإعفاء من التأشيرات، مدى قوة العلاقات السعودية الصينية وتناميها في مختلف المجالات. فمن خلال تسهيل السفر وزيادة الطاقة الاستيعابية للرحلات، باتت الفرص أوسع للتعاون في قطاعات السياحة، التجارة، الثقافة، والاستثمار.
ومع هذه الخطوات، تواصل المملكة المضي قدماً في تعزيز مكانتها كمركز عالمي للطيران والسياحة، فيما تسعى الصين لتوسيع حضورها في المنطقة عبر شراكات استراتيجية مع دول الخليج، وهو ما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من التعاون الثنائي على جميع الأصعدة.