على مدى سنوات قليلة، تحوّل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF) من كيان يركز على الداخل إلى أحد أكبر صناديق الثروة السيادية في العالم، لاعبًا رئيسيًا في الاقتصاد العالمي، ومساهمًا محوريًا في تحقيق أهداف رؤية السعودية 2030.
صندوق الاستثمارات العامة
يساهم فتح الفرص للقطاعات الواعدة لتحفيز التحول الاقتصادي في المملكة والمساهمة في تشكيل الاقتصاد العالمي في إحداث تأثير مضاعف. يمتلك صندوق الاستثمارات العامة ما يقارب من 925 مليار دولار أمريكي من الأصول تحت الإدارة، وقد أسس 99 شركة في محفظته، واستحدث أكثر من 1.1 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة في المملكة والعالم.
من التأسيس إلى الانطلاقة العالمية
تأسس صندوق الاستثمارات العامة عام 1971 لدعم المشاريع التنموية داخل المملكة. لكن الانطلاقة الكبرى بدأت في عام 2015، حين أعيدت هيكلته ووُضع تحت إشراف مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. ومنذ ذلك الحين، بدأ الصندوق في رسم مسار جديد، مرتكز على التنوع الاستثماري والتوسع الدولي.
استثمارات استراتيجية حول العالم

خلال السنوات الأخيرة، وسّع الصندوق استثماراته لتشمل قطاعات متنوعة، منها،
التكنولوجيا: استثمر في شركات كبرى مثل أوبر، لوسيد موتورز، وسناب شات.
الرياضة والترفيه: من خلال امتلاك نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، والاستثمار في لعبة الغولف عبر مبادرة LIV Golf.
الطاقة والتعدين: بما في ذلك استثمارات في الشركات الخضراء والطاقة المتجددة.
الضيافة والعقارات: مشاريع مثل نيوم، البحر الأحمر، القدية تعكس طموحات الصندوق في جعل المملكة وجهة عالمية.
أرقام تعكس النمو

بحسب آخر البيانات الرسمية، بلغت أصول الصندوق أكثر من 950 مليار دولار، مع خطة للوصول إلى 2 تريليون دولار بحلول 2030. ويُصنّف الصندوق اليوم ضمن أكبر خمسة صناديق ثروة سيادية عالميًا.
محرك للتنمية الوطنية
رغم توجهه العالمي، يظل صندوق الاستثمارات العامة محركًا أساسيًا للنمو داخل المملكة. فهو يضخ استثمارات ضخمة في مشاريع وطنية توفر مئات الآلاف من الوظائف وتُعزز الناتج المحلي غير النفطي.
تحديات وآفاق مستقبلية

ورغم النجاحات، يواجه الصندوق تحديات مثل تقلبات الأسواق العالمية، والضغط لتحقيق عوائد مستدامة في بيئة اقتصادية معقدة. إلا أن الرؤية الواضحة، والقيادة الطموحة، وتنوع المحفظة الاستثمارية تمنح الصندوق قدرة على التعامل مع المتغيرات بثقة.
استراتيجية ترسم ملامح اقتصاد سعودي
أثبت صندوق الاستثمارات العامة أنه ليس مجرد أداة مالية، بل رافعة استراتيجية ترسم ملامح اقتصاد سعودي جديد، يتكامل مع الاقتصاد العالمي ويضع المملكة في مصاف الدول المؤثرة اقتصاديًا. وبينما يتجه نحو تحقيق أهداف 2030، يواصل الصندوق رحلته من محلي إلى لاعب عالمي بثبات وطموح غير مسبوق.