تستعد المملكة العربية السعودية لإطلاق منهج «السياحة والضيافة» لطلاب وطالبات الصف الثالث ثانوي، في خطوة وصفها خبراء التعليم والسياحة بأنها ثورة نوعية لمواكبة اتجاهات سوق العمل، ونافذة لتأهيل كوادر وطنية مؤهلة، تواكب التطور السريع للأنشطة الاقتصادية والسياحية في المملكة.
تعزيز المهارات والوعي السياحي لدى الطلاب
يعتمد المنهج الجديد على أسلوب التعليم الذاتي، مما يتيح للطلاب اكتساب معارف ومهارات تطبيقية في مجالات السياحة والضيافة. ويشمل محتواه مفاهيم السياحة والضيافة، فهم سلوكيات السائح، دعم ريادة الأعمال، وإبراز المقومات السياحية للملكة. ويهدف المنهج إلى تعزيز الانتماء الوطني وترسيخ الهوية والثقافة السعودية من خلال فهم السياحة كرافد مهم للاقتصاد الوطني.
دعم الاقتصاد الوطني وتنمية القطاع السياحي
وفقًا لرئيس الجمعية السعودية للإعلام السياحي، خالد آل دغيم، فإن إدراج هذا المنهج يمثل خطوة استراتيجية نحو إعداد جيل مؤهل في قطاع السياحة، الذي يعد أحد أعمدة الاقتصاد الوطني. كما يساهم في تعزيز ثقافة السياحة المسؤولة وتحفيز الإبداع والابتكار بين الطلاب، ليكونوا شركاء حقيقيين في تطوير القطاع وتنفيذ أهداف رؤية 2030.
وتشير المملكة إلى أن تجاوزها هدف استقبال 100 مليون سائح محلي ودولي قبل الموعد المحدد، دفعها إلى رفع سقف طموحاتها إلى استقبال 150 مليون سائح سنويًا بحلول 2030، مع التركيز على تطوير السياحة الداخلية والدولية وتعزيز جاذبية مختلف مناطق المملكة.
توطين الوظائف وفتح آفاق جديدة للشباب
أوضح آل دغيم أن إدراج هذا المنهج يساهم بشكل مباشر في توطين 1.6 مليون وظيفة في قطاع السياحة بحلول عام 2030، من خلال رفع نسبة التوطين في 41 مهنة قيادية وتخصصية، تشمل على سبيل المثال: مدير فندق، مدير عمليات فندقة، مدير وكالة سفر. ويهدف ذلك إلى تمكين الكوادر الوطنية، وزيادة مشاركتها الفاعلة في القطاع، بما يعزز الاستدامة المهنية للشباب السعودي ويضمن استمرار النمو الاقتصادي.
إعداد جيل مهني مؤهل للمستقبل
إدراج منهج السياحة والضيافة في التعليم الثانوي ليس مجرد خطوة أكاديمية، بل استراتيجية وطنية لربط التعليم بسوق العمل، وتهيئة الطلاب للتحديات الواقعية في القطاع السياحي. كما يوفر المنهج فرصًا لتطوير مهاراتهم العملية والاجتماعية، مما يخلق كوادر وطنية قادرة على المنافسة عالميًا وتقديم خدمات سياحية وفق معايير عالية الجودة.
يمثل إدراج منهج «السياحة والضيافة» محورًا مهمًا لتحقيق رؤية المملكة 2030، من خلال دعم التعليم والتوظيف والاقتصاد الوطني، وتحفيز الابتكار والريادة بين الطلاب. كما يسهم في بناء قطاع سياحي متطور ومستدام، قادر على جذب المزيد من السياح وزيادة مساهمة المملكة في الناتج المحلي الإجمالي، مع خلق فرص وظيفية نوعية للشباب السعودي، بما يعكس التزام المملكة بتنمية السياحة كرافد أساسي للتنويع الاقتصادي.